يوميات أهالي غزة مع تواصل احتلال المدينة

سبتمبر 16, 2025 - 10:30
يوميات أهالي غزة مع تواصل احتلال المدينة

يسيطر القلق والتوتر على سكان مدينة غزة، التي تتعرض لهجوم جوي وبري إسرائيلي مكثف وعنيف، بهدف احتلالها وطرد الفلسطينيين من منازلهم. واضطرت معظم عائلات المدينة إلى تفعيل ما بات معروفا بحالة الطوارئ لديها، بحيث تضع مقتنياتها المهمة والقليل من أمتعتها في حقائب صغيرة يمكن الفرار بها سريعا عند اقترب الخطر منهم.

واتبع الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة أساليب متنوعة لترهيب الغزيين، أبرزها منحهم دقائق محدودة لإخلاء مناطق سكانهم تمهيدا لتدميرها، مما يجعلهم يعيشون في دوامة من الضغط النفسي على مدار الساعة.

اضطرت مدلين خالد خلال الشهر الأخير إلى الانتقال 3 مرات من مكان لآخر داخل مدينة غزة، بعدما تركت منزلها هربا من القصف المدفعي والجوي على بلدة جباليا شمالي قطاع غزة. وتشعر مدلين بالقلق الدائم، بسبب كثافة القصف المحيط بها والتهديد المتواصل الذي يصدره الجيش الإسرائيلي لإخلاء المدينة، ومع ذلك تواصل رعاية أشقائها بعدما فقدت والديها خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة.

تزداد تفاصيل الحياة اليومية تعقيدا لدى مدلين، كمئات آلاف القاطنين في المدينة مع تعمد الاحتلال تدمير مقوماتها، حيث يبدأ أشقاؤها رحلة صباحية يومية شاقة لتوفير القليل من المياه الصالحة للشرب، وفي كثير من الأحيان يفشلون في مهمتهم لتسبّب القصف الإسرائيلي في خروج معظم محطات تحلية المياه عن العمل.

وترقب الإعلانات اليومية الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، سواء التي يبثها الناطق باسمه عبر منصات التواصل الاجتماعي وتطالب بإخلاء محافظة غزة، أو المنشورات التي تلقيها الطائرات المسيرة من نوع 'كواد كابتر' بين السكان، وحتى الاتصالات الهاتفية المسجلة التي يبثها ضباط المخابرات الإسرائيلية بشكل متكرر.

ويواصل الجيش الإسرائيلي الضغط على سكان مدينة غزة، من الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية من خلال التقدم البري وتفجير الروبوتات المفخخة والسيطرة النارية بالقصف المدفعي والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى استهداف المباني السكنية في جميع مناطق مدينة غزة، وذلك بهدف التعجيل بتهجير السكان وحصرهم في الأحياء الغربية.

وأمام الضغط الناري على مدار الساعة، فشلت محاولات أحمد حسام في إيجاد وسيلة نقل للخروج من حي الكرامة شمال غرب مدينة غزة بحثا عن مكان آمن، وذلك بسبب شح وسائل المواصلات وخطورة الأوضاع الميدانية هناك.

ورصدت أبرز الوسائل التي اتبعها الجيش الإسرائيلي لدفع السكان للنزوح وتتمثل في: تكثيف قصف الأبراج السكنية والأماكن المحيطة بها لتشريد أكبر عدد من السكان بأسرع وقت، وقد دمرت قوات الاحتلال منذ الأسبوع الماضي 14 برجا سكنيا، و120 بناية بشكل كلي و500 أخرى جزئيا.

كما دمرت 600 خيمة مما تسبب بفقدان أكثر من 53 ألف شخص مأواهم، حسب تأكيد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل. استهداف مراكز الإيواء بشكل مركز، نظرا لاستيعابها آلاف النازحين، حيث دمرت الطائرات الحربية 10 مبان تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تُستخدم لإيواء آلاف النازحين.

ولا يزال يعيش ما يقرب من مليون فلسطيني داخل مدينة غزة، ويرفضون النزوح جنوبا، في ظل تراجع الخدمات الأساسية. وفي هذا الإطار، حذر المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه من تفاقم الكارثة الإنسانية في المدينة، جراء تصعيد الاحتلال لحرب الإبادة المستمرة منذ نحو عامين.