ذراعهم الطويلة..
الكاتب: عيسى دياب

ذراعهم الطويلة..
لا يمكن تضيع الوقت في نقاش لا يسمن ولا يغني من جوع، إستباحة الأجواء القطرية وقصفها إعتداء صارخ على دولة ذات سيادة وفقاً للقانون لدولي إذا ما كانت ذات سيادة، السيادة تبدأ بالقرار السياسي وتنتهي بمجالاها الجوي وحدودها الجغرافية.
قطر هي الدولة العربية الصغيرة التي كان من الممكن ان تنخرط في مجموع الدول العربية الداعمة لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية بمعنى ان تدعم القرار الفلسطيني المستقل، قطر دعمت الإنقسام الفلسطيني بمئات ملايين الدولار ففرقت بين الدم الواحد واضعفته ليستهان به منذ ١٧ عاماً وأكثر، ويحزننا جداً إستباحة دولة شقيقة مثل قطر ونشاركهم الألم وندد بهذا التحدي الخطير للأعراف الدولية.
لكن، هذا الإحتلال المتشظي والمتهالك كما الجسد المريض الذي يتخبط في سكرات موته لا يقوى على أخذ قرار بضرب دولة ذات سيادة لولا الدعم والغطاء السياسي الأمريكي، المشكلة الحقيقة تقع في الساسة الأمريكيين الرأسماليين، هؤلاء الساسة لا يحترمون العهود ولا الإتفاقات، والفاضح أنهم يقومون بدور الاعور الدجال في نظرة العين الواحدة، فهم لا يرون إلا مصلحتهم القائمة على وجود الإحتلال الإسرائيلي وطغيانه، هذا ما لا يعود أبداً إلى رغبات الشعب الأمريكي الذي خرج بالملايين يطالب بوقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني ومحاكمة القتلة في حكومة وجيش الإحتلال، ولو أن إستطلاعاً للرأي جرى في الولايات الأمريكية لظهر التناقض الكبير بين الناخب الأمريكي وممثليه في عنجهية إدارته ودعم الإحتلال الإسرائيلي.
مراقبة الرأي العالم الأمريكي والغربي وخاصة عبر منصة تيك توك تثبت أن الشعوب الغربية غير داعمة بتاتاً للإحتلال الإسرائيلي لا بل أن المؤثرين الإجتماعيين يخرجون بفيديوهات تحاكي الظلم التاريخي في إدخال اليهود إلى فلسطين وتسلحهم وقتلهم لمستضيفيهم وإقامة دولتهم الغير شرعية على رفات ألاف الرجال والنساء والأطفال الفلسطينين في مجازر مروعة لم يسعفها ذاك الزمان التصوير والفيديو.
نحن عرب نعيش في بلادنا وتجمعنا اخوة اللغة والإعتقاد والعادات والتقاليد، فصرخة عربي في أقصى الأرض تؤلمنا، هذا ما يجب أن يكون! الدول العربية ليست ذليلة فهي قوية مجتعمة، من غير الممكن أن تتحدث الدول العربية مع هذه الشرذمة بينما المطلوب مواجهة أمريكا بممارستها التقية السياسية، يجب علينا أن نضع أمامهم كل ممارساتهم ألتي أدت إلى تقسيم العالم العربي منذ عام ١٩٤٨ إلي اليوم والخروج بقرارات إما أن تكون امريكا صديقة وإما عدوة، فلم يعد ممكناً قبول مجرد كلام معسول فيه سم قاتل.
لا يمكن لعاقل أن يصدق أن الإحتلال قادر على أخذ قرارات بهذا الحجم وأن يخرج بعض معاتيهيه مثل رئيس الكنيست ليقول هذه رسالة لكل الشرق الأوسط!!! "أه لو أن العراك بالإيدي! ما هذه النذالة والحقارة في التعاطي السياسي، ويغمرني إحساس بأن نهاية هذا الظلم إقتربت فلا يمكن في سيرة الدنيا إلا أن يعاقب الخائن والظالم، وأمريكا السياسية خائنة للعهود وظالمة، واعتقادهم أن العدو الخارجي فقط هو من يهدم إمبراطوريتهم خاطئ جداً، لأن المشيئة الإلهية تقول يخربون بيوتهم!
الصهاينة لا يحلمون في ارض فلسطين إنما بإسرائيل الكبرى، الدولة العظمى الحاكمة على الأرض، المركز المالي والتجاري، تلك الدول التي يكون أشرافها هم اليهود من أم يهودية وما تبقى من بشر هم العامة المهمشة المداسة، فهل يرضى الشعب الأمريكي وشعوب العالم أن يكونوا سجاد بلاط الدولة اليهودية!
أعتقد أن غالبية سكان الارض أصبحت مسلوبة الكرامة لقاء العيش أللا كريم الذي تأكل فيه وتشرب وتنام، بينما يتحكم بمصيرك تاجر يعطيك ويمنع عنك، يقتلك ويحييك، يسترك ويفضحك إلى أن يصل إلى قناعة فرعون في نفسه بأنه الرب الأعلى.
الكاتب: عيسى دياب