الجيش الإسرائيلي ينهي استعداده لاجتياح القطاع بشكل كامل... فماذا نحن فاعلون؟

أغسطس 29, 2025 - 11:20
الجيش الإسرائيلي ينهي استعداده لاجتياح القطاع بشكل كامل... فماذا نحن فاعلون؟

الجيش الإسرائيلي ينهي استعداده لاجتياح القطاع بشكل كامل... فماذا نحن فاعلون؟

28\8\2025
أبو شريف رباح 

تتسارع التطورات الميدانية والسياسية على الساحة الفلسطينية مع تصريحات مساعد رئيس وزراء الاحتلال ووزير الشؤون الاستراتيجية "رون ديرمر" الذي أمهل حركة حماس حتى منتصف أيلول للتوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح الرهائن وتفكيك الحكومة القائمة في غزة ونزع سلاح حماس، مهددا بأن الجيش الإسرائيلي قد أنهى استعداداته الكاملة لشن عملية عسكرية واسعة باجتياح مدينة غزة والسيطرة على القطاع بشكل كامل.

هذا الطرح الإسرائيلي لا يقف عند حدود التهديد العسكري فحسب بل يتعداه إلى محاولة فرض معادلة سياسية جديدة تقوم على استبعاد كل من حماس والسلطة الفلسطينية من أي إدارة مستقبلية للقطاع والبحث عن بدائل مدنية تعمل تحت المظلة الإسرائيلية أو برضاها، وهو ما يعني أن إسرائيل تسعى للوصول إلى "مرحلة اللاعودة" عبر عملية احتلال موسعة تجعلها صاحبة اليد العليا ميدانيا وسياسيا بقطاع غزة. 

والمقلق في هذا المشهد ليس فقط حجم المخاطر التي تهدد غزة بل التخاذل العربي والصمت الدولي الذي يترافق معه إضافة إلى الغياب شبه الكامل للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، فإسرائيل تتحرك ضمن غطاء سياسي ودعم أميركي مباشر بينما يترك الشعب الفلسطيني يواجه مصيره في غزة والضفة والقدس وحيدا دون دعم أو إسناد من إخوانه العرب والمسلمين. 

وأمام هذه المعطيات والتهديدات الإسرائيلية سؤالا يطرح نفسه بقوة ماذا نحن فاعلون؟ ماذا ستفعل حماس والسلطة الوطنية والفصائل الوطنية والإسلامية؟ وماذا يمكن للمؤسسات والشخصيات السياسية والمثقفين والإعلاميين ورجال الدين والعشائر أن يقدموا؟ وهل قبول حماس بالشروط الإسرائيلية سيعني نهاية العدوان أم مجرد استراحة مؤقتة قبل جولة أوسع من العدوان؟ وهل هناك ضمانات دولية حقيقية تلزم إسرائيل بالاتفاقيات؟ أم سنكون أمام تجربة مشابهة للاتفاقيات التي خرقتها مرارا كما جرى مع لبنان؟

في الحقيقة أن الانقسام الفلسطيني بات الخطر الأكبر في مواجهة هذا السيناريو إذ لم يعد مقبولا أن يستمر النزيف الداخلي فيما يواجه الشعب الفلسطيني حرب إبادة واقتلاعا منظمًا لذلك فإن المطلوب اليوم قبل الغد هو الإسراع نحو وحدة وطنية حقيقية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا، والالتفاف حول القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ليس لتوزيع حصص ومراكز داخل أطر المنظمة بل من أجل حماية قضيتنا وشعبنا من الاندثار، وعلينا أن نجعل من الوحدة الوطنية أداة لمواجهة مشروع الاحتلال وإنقاذ أهلنا في غزة والدفاع عن الضفة الغربية وحماية القدس ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.

واليوم إسرائيل تعد للمرحلة الأخيرة من عدوانها على غزة مدعومة من واشنطن ومتسلحة بالصمت العالمي والتخاذل العربي والإسلامي، وفي المقابل يبقى السلاح الأقوى هو وحدتنا الوطنية فإذ لم نتوحد سنكون أمام خطر ضياع ما تبقى من وطننا وقضيتنا أما إذا توحدنا فإننا قادرون على قلب المعادلة وصناعة مستقبل مختلف لشعبنا.