قادة أوروبيون يدعمون أوكرانيا وزيلينسكي يرفض التخلي عن أراض

أغسطس 10, 2025 - 10:18
قادة أوروبيون يدعمون أوكرانيا وزيلينسكي يرفض التخلي عن أراض

قال قادة أوروبيون -أمس السبت- إن مسار السلام في أوكرانيا لا يمكن تقريره دون مشاركة كييف و"دون وقف لإطلاق النار أو تقليص للعمليات العدائية". وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفضه التخلي عن أي أراض، داعياً إلى ضرورة إشراك كييف في أي تسوية للحرب مع روسيا.

أصدر قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بياناً مشتركاً يؤكد "التزامهم بالمبدأ الذي ينص على أن الحدود الدولية لا يمكن تغييرها بالقوة" وأن "خط التماس الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق المفاوضات".

نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن اجتماعات بالعاصمة البريطانية -شارك فيها مسؤولون أميركيون وأوكرانيون- أحرزت تقدماً كبيراً نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا. الاجتماع يهدف لمحاولة التوصل إلى مواقف مشتركة قبيل اجتماع متوقع الأسبوع المقبل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين غربيين قولهم إن مسؤولين أميركيين أطلعوا زعماء أوروبيين ومسؤولين أوكرانيين على خطة عرضها بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا مقابل تنازلات إقليمية كبيرة من كييف. تتطلب الخطة من أوكرانيا التنازل عن إقليم دونباس الذي تسيطر روسيا على معظمه وكذلك عن شبه جزيرة القرم.

كما تنص الخطة على تجميد خطوط المعركة الحالية، لكن التفاصيل الأخرى للاقتراح لا تزال غير واضحة. وقد أثارت الخطة حفيظة مسؤولين أوروبيين أعربوا عن قلقهم من أن تكون هذه محاولة من بوتين لتجنب العقوبات التي هدد ترامب بفرضها.

قالت "وول ستريت جورنال" إن مسؤولين أوروبيين قدموا اقتراحاً مضاداً يتضمن مطالب بأن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل اتخاذ أي خطوات أخرى، وأن يكون هناك تبادل للأراضي مع ضمانات أمنية حازمة. وأكد مسؤول أوروبي أن ممثلين أوروبيين قدموا مقترحاً مضاداً في الاجتماع، لكنه أحجم عن ذكر أي تفاصيل.

تطالب موسكو بأن تتخلى كييف رسمياً عن 4 مناطق يحتلها الجيش الروسي جزئياً، وهي دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، فضلاً عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي أعلن الكرملين ضمها بقرار أحادي سنة 2014. كما تشترط موسكو أن تتوقف أوكرانيا عن تلقي أسلحة غربية.

أجرى زيلينسكي مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أعرب خلالها عن امتنانه لدعم لندن المتواصل لكييف. وشدد زيلينسكي على حاجة بلاده إلى سلام حقيقي ومستدام، مؤكداً مواصلة العمل من أجل دبلوماسية بناءة وحلول فعالة.

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه "لا يمكن تقرير مستقبل أوكرانيا دون الأوكرانيين"، مشيراً إلى أن دول أوروبا "ستكون جزءاً من الحل لأن الأمر يتعلق بأمنها". كما أكد زيلينسكي أن الأوكرانيين "لن يسلموا أرضهم للمحتلين".

أعلنت بريطانيا أن وزير خارجيتها ديفيد لامي وجيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي سينظمان اجتماعاً لمستشاري الأمن القومي الأوروبيين والأميركيين "لمناقشة التقدم الذي يتعين تحقيقه لإرساء سلام عادل ودائم" في أوكرانيا.

الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 أودت بحياة عشرات الآلاف على أقل تقدير في كلا الجانبين، وتسببت بدمار كبير. وما زال التباين سيّد الموقف بين مطالب كييف وموسكو، حيث تُتهم روسيا بعرقلة المفاوضات.