كبش الفداء الأخير لنتنياهو رئيس أركان جيشه

أغسطس 6, 2025 - 11:04
كبش الفداء الأخير لنتنياهو رئيس أركان جيشه

بعد مرور أكثر من عام على "طوفان الأقصى" الذي يُعد أسوأ يوم في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، لا يزال بنيامين نتنياهو هو الوحيد من كبار المسؤولين الذين تولوا مناصبهم آنذاك الذي لا يزال في منصبه، في حين أُقيل أو استقال بقية المسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين الذين كانوا في مواقعهم آنذاك.

وفي سياق الأزمة الحالية، يوجه نتنياهو أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى رئيس الأركان إيال زامير، الذي عينه بنفسه، محاولا تحميله مسؤولية استمرار الأزمة في غزة، وسط تصاعد الانتقادات الداخلية والخارجية لسياساته العسكرية والأمنية.

وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة هآرتس، أشار الكاتب عمير تيبون إلى أن نتنياهو كان قبل الهجوم الأخير على غزة، محاطًا بقيادات عسكرية وأمنية رفيعة، من بينهم وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، ورئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا، وقائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين.

لكن اليوم، يبقى نتنياهو وحده في منصبه، بينما أُقيل أو استقال الآخرون بعد أن أصبحوا عقبة أمام طموحاته السياسية أو معارضين لسياساته، خاصة تلك التي تتعلق بإعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية خلال الحرب.

ويعتقد الكاتب أن نتنياهو كان يظن أنه بعد إقالة هؤلاء، سيتمكن من الظهور كآخر الناجين من "كارثة" 7 أكتوبر، وأنه الوحيد الذي لم يدفع ثمن الإخفاقات التي حدثت في عهده، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك، حيث فشلت سياساته العسكرية في تحقيق نصر حاسم، وأسفرت عن مقتل نحو 50 جنديا، وتدهور وضع الرهائن، وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب جرائم تجويع جماعي.

وفي محاولة لتوجيه اللوم، استثمر نتنياهو وسائل إعلام موالية، ومحللين سياسيين، وحسابات مجهولة، لتشويه سمعة المسؤولين السابقين، وادعاء وجود مؤامرة سرية تهدف إلى إضعاف إسرائيل، في حين أن زامير يرفض تنفيذ خطط نتنياهو التوسعية، محذرا من مذبحة محتملة للرهائن إذا استمرت العمليات العسكرية بشكل مفرط.

وفي رد فعل على مواقف زامير، بدأ محيط نتنياهو، بقيادة نجله يائير المقيم في ميامي، حملة تشويه ضده، واتهامه بمحاولة "انقلابية"، مع تسريبات تشير إلى أن استقالته ستُقبل إذا قرر ذلك، في تهديد مبطن يهدف إلى الضغط عليه.

ويصف تيبون رئيس الاستخبارات العسكرية الحالي شلومي بيندر بأنه "ضعيف وخائف"، مشيرا إلى أنه حضر مؤخرا جلسة في محكمة نتنياهو لمحاولة إقناع القضاة بإلغاء شهادته في قضية فساد، بذريعة "تطورات أمنية حساسة"، إلا أن ذلك لم يحقق أي تقدم حقيقي في قضية الرهائن، رغم مرور أكثر من شهر على ذلك.

وفي ظل حملات التشويه، يبدو أن تحويل زامير إلى "كبش فداء" هو خيار غير مجدي حاليا، خاصة مع إدراك واسع بأن إسرائيل تواجه أزمة إستراتيجية عميقة سببها قرارات نتنياهو وحده، التي أدت إلى تدهور الوضع الأمني والسياسي بشكل غير مسبوق.