السلطة - الجدار الاخير .

السلطة - الجدار الاخير .
حمزة خضر.
تشكل السلطة الوطنية الفلسطينية الجدار الاخير و العائق الثابت امام تحقيق اليمين المتطرف نقلته النوعية و قفزته التاريخية بتغيير وقائع الصراع القائم في الشرق الاوسط و فرض حقائق و وقائع جديدة اذ تشكل السلطة مسمار جحا في طريق نتنياهو و حكومته حيث ينظر قادة الاحتلال الى مجريات الاحداث و ما نتج عنها من اثار و تداعيات بعد احداث السابع من اكتوبر على ان دولة الاحتلال امام فرصة تاريخية لفرض سيطرتها و سيادتها على الضفة الغربية و هذا ما صرح به وزير الطاقة المتطرف ايلي كوهين.
و لكن لماذا السلطة ؟ .
تمثل السلطة الوطنية الفلسطينية الارادة السياسية و الشرعية و التمثيلية للفلسطينين امام المجتمع الدولي و هي المناط بها ادارة شؤون الفلسطينين في الاراضي المحتلة عام ٦٧ اي ان هناك جهة تمثل الفلسطينيون لادارة حكمهم على عكس الوقائع التي نتجت عن عدوانها على قطاع غزة و التي خلفت حالة من الفوضى و انهيار في منظومة الحكم في القطاع و هذا ما تسعى اليه دولة الاحتلال في الضفة الى خلق حالة من الفوضى مماثلة لتلك في غزة بغرض التملص من استحقاق وجود طرف فلسطيني معترف به شرعيا و دوليا لتقيم بعد ذلك الحجة على العالم بان الفلسطينيون في الارض المحتلة ليسوا اكثر من فرق و جماعات و فصائل و قبائل متناحرة و متضادة فيما بينها و لكن لماذا تسعى الى ذلك .
دولة الاحتلال .. الهيمنة ام الانكماش .
تسعى دولة الاحتلال الى ذلك لتحقيق هيمنتها على المنطقة و الاقليم و هي بذلك ترسل رسالة انها الدولة الوحيدة القادرة على فعل ما تريد دون حسيب و لا رادع و لا رقيب و هي تضع العالم امام خيار الاستسلام لها و القبول بها كقوة مهيمنه في الشرق الاوسط و قد لفتني تصريح سابق لرئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني يشير به الى ضرورة ان تتخلص دولة الاحتلال من التبعية السياسية للولايات المتحدة الامريكية و كذلك الانعتاق من القيود الاوروبية و الاعتماد على ذاتها سياسيا كما حققت ذلك اقتصاديا .
و هنا يمكن القول اذا ما استطاعت دولة الاحتلال فرض اجندتها بالكامل و ازاحة السلطة الوطنية الفلسطينية من المشهد فانها ستفرض ذاتها كقوة امر واقع مهيمنة في الشرق الاوسط و لكن اذا ما فشلت في ذلك فانها ستعود الى واقع امرها تحاول البقاء و الحفاظ على ذاتها في محيط اقليمي غير متجانس معها .
السلطة و شبكة الامان المالي .
في ظل حالة التصعيد و البطش و التجويع و مسعى الاحتلال الى اقرار مشروع ضم الضفة الغربية في الكنيست فان تفعيل شبكة امان مالي للسلطة الوطنية الوطنية الفلسطينية هو خيار يمنحها الثبات و الدعم في مواجهة السياسات الاحتلالية و ان هذا مرهون بارادة العرب دعم المنظومة الوطنية .
السعودية ... قبلتنا و مفتاح الحل .
ان الرهان الفلسطيني على المملكة العربية السعودية كبير فهي تشكل قبلة العالم العربي و الاسلامي و ان الدعم السعودي السياسي و المعنوي و المادي هو الضمانة لبقاء السلطة و يشكل مناعة معنوية لها .
ان الامل معقود بالمملكة و في كل امتنا العربية استئناف دعمها للمنظومة الوطنية الفلسطينية ..