واقع الأيتام في غزة: أكثر من 53 ألف يتيم وتحديات جسيمة في الرعاية

كشف مصطفى مقداد، مسؤول ملف الأيتام في وزارة التنمية الاجتماعية، عن أرقام صادمة لعدد الأطفال الأيتام في قطاع غزة، مشيرًا إلى تصاعد التحديات التي تواجههم في ظل استمرار العدوان وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقال مقداد خلال لقاء خاص ضمن برنامج “محطات”، الذي يُبث عبر راديو وتلفزيون كل الناس بالشراكة مع شبكة معًا الإعلامية، إن عدد الأيتام في القطاع بلغ حتى اللحظة أكثر من 53 ألف طفل، منهم نحو 27,923 يتيمًا نتيجة الحرب الأخيرة وحدها، موزعين على خمس محافظات جنوبية، تتصدرها محافظة غزة بنسبة 40%، تليها شمال غزة وخان يونس بنسبة 22% لكل منهما، ثم المحافظة الوسطى بنسبة 12.5%، وأخيرًا رفح بنسبة 9.8%.
وأوضح أن الظروف التي يعيشها الأيتام ليست واحدة، فبعضهم فقد أحد الوالدين، فيما يُصنّف آخرون ضمن فئة “اللطيم” – من فقد والديه – إلى جانب فئة “الناجي الوحيد”، وهم الأطفال الذين فقدوا جميع أفراد أسرهم، ويُقدر عددهم بـ434 طفلًا، من بينهم حوالي 200 لا يتوفر لهم أي راعٍ مباشر.
غياب الأمن وعقبات مالية خانقة
وأشار إلى أن الوزارة تتحمل المسؤولية الكاملة عن رعاية الأيتام، بالتعاون مع المؤسسات الشريكة، رغم العقبات الكبيرة، وعلى رأسها غياب الأمن وضعف التمويل. وأكد أن الكفالات التي تُصرف للأيتام تتراوح ما بين 50 إلى 150 دولارًا، وغالبًا ما تُصرف كل ثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أن التحويلات المالية تعاني من اقتطاعات كبيرة عند السحب من المحافظ الإلكترونية، مما يقلل من استفادة اليتيم من المبلغ الكامل.
محاولات نصب وغياب الشفافية
وفي ظل تفاقم الأوضاع، نبّه مقداد إلى انتشار بعض محاولات الاحتيال في ملف كفالة الأيتام، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على ضمان الشفافية التامة، من خلال رقابة مشددة، وتواصل مباشر بين الكفيل واليتيم.
التبني بشروط صارمة
وبخصوص تبني الأطفال، أوضح أن الوزارة تسمح بذلك ضمن شروط صارمة، أبرزها أن يكون الطفل تحت سن 18 عامًا، وأن تكون الأسرة المتقدمة متزوجة منذ أكثر من 15 عامًا دون إنجاب. وتُجرى متابعة دورية من خلال باحثين اجتماعيين لضمان عدم تعرّض الطفل لأي استغلال أو انتهاك.
أزمة دور الرعاية والمساحات
لفت مقداد إلى أن عددًا من دور الرعاية قد تعرّضت للاستهداف خلال العدوان، ما أجبر الوزارة على استخدامها كمراكز إيواء للنازحين، في وقتٍ تعاني فيه الوزارة من غياب المساحات الكافية لبناء قرى نموذجية خاصة بالأيتام، إلى جانب ضعف التمويل الدولي.
توثيق دقيق وأمل في الأفضل
وأكد أن الوزارة، بالتعاون مع وزارة الصحة، تعمل على توثيق شامل ودقيق لعدد الأيتام، عبر قوائم الشهداء، والنقاط الميدانية، والمنصات الإلكترونية، لضمان وصول المساعدات لمستحقيها.
وختم مقداد حديثه بالتأكيد على استمرار الجهود لتوفير الدعم النفسي والغذائي والكساء لهؤلاء الأطفال، رغم الانقطاع المتكرر في الاتصالات وظروف الحرب، معربًا عن أمل الوزارة في إنشاء قرى نموذجية تضمن لهؤلاء الأطفال بيئة آمنة تحتويهم.
اعداد : دنيا ابوعبيد