وحدتناالوطنيةبعد58سنةمن هزيمةحزيران

يونيو 1, 2025 - 18:00
وحدتناالوطنيةبعد58سنةمن هزيمةحزيران

وحدتناالوطنيةبعد58سنةمن هزيمةحزيران
 سعدات عمر 
هزيمة حرب حزيران 1967 أسقطت مفاهيم كثيرة استطاعت إسرائيل نتيجتها إحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان وأوجدت المناخ الجماهيري الذي أدرك ضرورة التغيير من أجل شروط أفضل للمواجهة، لكن ظروفاً متشابكة عديدة أدت إلى قيام ما يمكن تسميته بمرحلة الإنتظار ، وكانت هذه العلامة الفارقة التي أنهت منطق الخطاب الرسمي العربي لتحرير فلسطين فكانت وباءً مريراً على عامل وحدة شعبنا الفلسطيني، والآن وبعد 58 سنة على هزيمة حزيران، و18 سنة على سلخ قطاع غزة عن الشرعية الفلسطينية إنقلاباً باطلاً بالرغم من أن هذا الإنقسام المميت الذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني في غزة وغير غزة برزت مسلمات لدى القسم الأعظم من أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات يؤمن بها ويجادل بصحتها ويدافع عنها خصوصاً بعد دمار قطاع غزة شبه الكامل ثبت من خلال هذا أن التعاون الفلسطيني البنَّاء والفعَّال بين أطياف شعبنا الفلسطيني ومنظماته وأحزابه وفصائلة ضرورة فهو مصلحة لكل فلسطيني أمنياً وسياسياً وثقافياً واقتصادياً ونفسياً وحضارياً. بل إن غياب هذا التعاون وضعفه وتقطُّعه أنزل بشعبنا الفلسطيني خسائر وهزائم أمنية وسياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية ونفسية، ولولا الإيمان بأن القاعدة والقانون والمستقبل والمصير والطبيعي والواجب لقهرت الضربات الموجعة وما تخللها من دس وتآمر لأسقطت إيمان شعبنا الفلسطيني بالوحدة الوطنية. إنما عامل الإيمان بالوحدة الوطنية الفلسطينية كان عامود البيت الفلسطيني وإن ما عدا ذلك وما هو عكس أو غير ذلك إنما هو الطارئ والدخيل والزائل. تكاد أن تكون هذه المسلمات في نظر الكثيرين من عرب وغيرهم وفي دنيا الواقع الفلسطيني أحلام يقظة يلجأ المواطن الفلسطيني الوحدوي إليها ويدمن عليها هارباً من حقائق الحياة اليومية على أرض السياسة العربية، ومن هنا تكمن قوة مطلب الوحدة الوطنية بأوسع معانيها بأي شكل وعلى أي مدى وفي أي رقعة بشرط أن تكون صادقة وأصيلة بصدقها فإن المطلب الذي لم يهن ولم يستسلم بالرغم من كل ما حصل والذي يستمد من الضربات بأساً ومن النكسات شدة واندفاعاً وصموداً إنما يكون هو الأقرب إلى الواقع والعقل والمنطق والحقيقة فهو بستند على إدراك للتاريخ والجغرافيا وعلى إيمان صادق بأن مصلحة شعبنا الفلسطيني في النهاية ستتغلب على الموانع والعراقيل.