بالوحدة تتضاعف "القدرة"

سعدات عمر
قبل معركة الكرامة التقطت قيادة الثورة الفلسطينية بسرعة الإتجاه الجديد في حينه للصراع العربي الإسرائيلي بعد هزيمة حرب حزيران 1967 وهذا الإتجاه الصائب أعاد النظر كما أثبتت نتائج أحداث معركة الكرامة، فقد شق طريقه في حينه وسط هزيمة عربية ظالمة، وقد وضُحت عليها رؤية سمات المرحلة القتالية بعد دخول قوات الجيش العربي الأردني المعركة بقوة إلى جانب قوات العاصفة وبعضاً من فصائل المقاومة الفلسطينية الأمر الذي يسمح بالقول أن القيادة العامة لقوات العاصفة والقيادة الحكيمة للجيش العربي الأردني أوقفت التمدد السرطاني الإسرائيلي المتمثل بالآلة العسكرية الإسرائيلية التي دخلت شرقي نهر الأردن بكل ثقلها المتواضع وحققت أول انتصار عربي شجاع ينسجم مع المُعطيات السياسية والمادية بين قوات العاصفة والجيش العربي الأردني من جهة وبين العدو الإسرائيلي من جهة أخرى على الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر. هذا القرار لم يكن مجرد قيام بالواجب القومي والوطني بل استند إلى شفافية وعمق الرؤية السياسية لمجمل الأوضاع العربية والاقليمية والدولية وما كان لهذا القرار أن ينجح لولا صواب رؤيته السياسية الفلسطينية الأردنية ودقة تقديره للموقف بشكل عام انشدَّت لها أنظار الشعب العربي من المحيط إلى الخليج إعجاباً بعد الهزيمة الكبرى للخطاب الرسمي العربي في حزيران 1967.