نزيف الدم على حبر الماء
سعدات عمر
كلمات أكتبها وشعبنا الفلسطيني يتميز غيظاً بما يقولون ويفعلون ويكتبون أصحاب عقول عفنة لا تدرك ولا تعي وبين التآمر والحقد الأعمى عندهم نسب الظلام والصهيونية يرتهنون بأمنهم وسلامتهم لإسرائيل. فالشريك في الوطن الذي دمر الوحدة الوطنية أولاً ثم دمر قطاع غزة وما زال يلعب عالحبلين في الوفاء سَرٍيٍّ النعوت ونبيل الصفات والغدر من دميمه ومكروهه، ولكثرة وجود الغدر أستغربُ الوفاء فصار قليله الواقع يُقاوم إرادة شعب لاستيلاء الخراب في النفوس وكل فلسطين لمحو رسومها وتاريخها وطمس معالمها وأعلامها لتصير جدباء وخرائب مُفزعة ومأوى ومسكن ومكمن لليهود الصهاينة القتلة واللصوص، والوطن العربي أصبح غامضاً وعصياً على الفهم فكلما انتهت فيه ردة وجفاء أُعلٍنت ردة أخرى وجفاء، وكلما انطوت مرحلة خلفتها مرحلة أكثر قسوة وسوداوية كأن سنوات الحروب المُفتعلة بين إسرائيل والعرب واجتياحات متتالية في الضفة الغربية يسبق ويلي اجتياح تدمير قطاع غزة أصبحت السلطة الفلسطينية أكبر من الرقعة الجغرافية الواقعة بين الخليج العربي والمحيط الأطلس، وأن الوطن العربي أصبح مرآة تعكس واحتمالات تُعبّٓر عن تحولات تجري في خارجه فالداخل العربي أصبح الخارج الإسرائيلي بامتياز. ففي هذه الرقعة الشرق أوسطية يعيش شعبنا الفلسطيني الزمن العربي مُكثَّفاً ويحمل هموم جميع المراحل وتَحوَّل إلى الإسم الذي يدل على جميع الأشياء.
