الميراث الخبيث

فبراير 25, 2025 - 17:22
الميراث الخبيث

الميراث الخبيث

وكان الإنسان أكثر شيء جدلا،
التاريخ لا ينسى شيء، إنما يتم تزويره، ولكن الباحث عن الحقيقة لا بد أن يجدها غالباً وذلك لأن الله هو حقٌ سبحانه يظهر الحق على الباطل كله.

في السيرة النبوية الشريفة تدرجت الرسالة من زمِّلوني إلى أن وصل أحبار اليهود عن رجل يدعي أنه نبي مرسل في مكة، وكان اليهود قد جاؤوا إلى الصحراء قبل البعثة لعلمهم بالنبوة القادمة في فاران معتقدين أن  النبي الموعود  سيكون من بينهم لأنهم الشعب المختار ولو كان منهم ما أتبعوه!

فجالسوا النبي الكريم محمد وسائلوه بالملكوت والتوارة والإنجيل والأنبياء حتى أيقنوا أنه نبي مرسل من الله ولكنهم كفروا به وحرضوا على رسالته وحالفوا أعداءه وحرضوا عليه.

الغريب أيها الإنسان أنك تصنع فعل الشيطان الذي عصى أمر ربه بالسجود، وانك لتأتي ما أتاه الشيطان رافضاً رسالة محمد لأنه ليس منك، فأدم ليس من أبليس ومحمد ليس يهودياً ولا نصرانيا!  والحقيقة المرة التي ستعرفها أيها الإنسان أنك كفرت بالحق الذي عرفته! وهذا ما سيحاسب الله عليه عباده الذي أتى ذنبه عن علم ودراية أم ومن يتبع دون إستنفاذ بعض عقله فكمن تبعه في الجزاء.
اليهود في زمن الرومان كانوا مستعبدين وحتى أنهم أدخلوا الرومان إلى مدنهم بعد إقتتالهم على السلطة العشائرية قبل ٤٠ عاماً من ولادة المسيح عيسى إبن مريم رسول الله عليه السلام، وعندما أمر الله عيسى بالتبشير والدعوة حاربوه حتى أوصلوه إلى القتل
كما ذكر في الإنجيل وأنهم أبقوا على عيسى في السجن وتمردوا على بيلاطس بعد أن رق قلبه وزوجته على المسيح فكافئ اليهود بتحرير رجل واحد من السجن ظناً منه أنهم سيخرجون المسيح البريء فأخرجوا أخطر مجرمٍ في مدينتهم ليبقوا على المسيح سجيناً وتمردوا حتى أصدر الحاكم قرار صلبه وغسل يديه مبرءاً نفسه من دم المسيح، نعم هم اختاروا السلطة والحكم على رسالة الله العظيمة، لو بقي المسيح لزال سلطان الأحبار والكهنة وكبار التجار وكذلك فعل أهل قريش فأختاروا السلطة الزائلة على الإيمان بالله ولم يبني محمد النبي ملكاً ولا سلطةً ولم يأمر بأن تكون سلطةً لأل بيته سوى وصايا بتكريم أله.
يجمع النصارى والمسيحيين في العالم أن اليهود هم من تسببوا بصلب المسيح وهم أعداء دينهم إلا أنهم ومنذ قرن وأكثر يقفون خلفهم بمددٍ عظيم من الأموال والسلاح وتجميل بشاعتهم واجرامهم وتجزيرهم في الدوائر الأممية والتهديد والعقاب الشديد لمن يعادي السامية حتى للأفراد وتجتاح العاطفة قلوب العامة من الغرب عليهم وعلى محرقتهم الأسطورية بسذاجة غير عادية وتُحَرك الأساطيل وتُدفع الأموال حتى ظن البعض ان اليهود هم حكمة العالم او أنهم أذكى الناس وأنهم حقيقة الشعب المختار ولكن الحقيقة هي في استراتيجية الغرب الذي يستحوذ عليه المال والإقتصاد والملهيات والرفاهية والذي يؤمن بأن المسيح صُلِبَ أُضحية عن خطايا السابقين من أدم عليه السلام واللاحقين إلى اليوم الموعود، لا إيمان ولا شريعة دينية تأمر بالإنتهاء عن المسكرات والفحشاء والربا وغيرها فافعل ما تريد فأنك مغفور الذنب فهناك من سال دمه فداءاً لك، ولا يريد الغرب من أي جهة كانت أن تفرض عليه احكام السماء ولذلك وجدوا أن إشغال المسلمين "التهديد الحقيقي لسيكولوجياتهم" وتغيير سلوكهم هو الحل الوحيد والأمثل لإستدامة المتاع، فأسسوا خلية إتصال تشجع عديمي العقل الأخرين في هذه المعمورة لتأسيس دولة إسرائيل أرض الميعاد ما سيضعف مستقبلاً الشعوب الإسلامية ويفرقها في مربعات أمنية ليخلوا لهم ميراث الأرض من اموال ونفط.
الحقيقة أن اليهود الصهاينة سذج وكل ما يعيشونه رغم بعض الميزات إلا أنه خدمات رخيصة الأجر للغرب وبالتأكيد كتابهم إختنق بالسلب والنهب والدم والإفساد وعند الله تجتمع الخصوم.

ولكن من الضال بالكلية!
السُنة منتهجي القرأن هدف كل من هو غير مسلم وكل من هو غير سني!
 
نعم هذه هي الحقيقة ولو كانت غير ذلك لكنا على خطأ رغم كثرة أخطائنا أيضاً فنحن لسنا البريء الوحيد على ظهر الأرض، المسيحيون واليهود والسيخ والبوذيين وعبدة الفرج والبقرة والشمس جميهم عدوهم الأصيل واحد هو الإسلام السني ويضاف بأسف موروثات شيعية تعيدنا إلى تغليب السطوة والجاه على الحق، فأحقية الأمام عليه رضي الله عنه في خلافة الرسول شيء دملته غبار ألاف السنين رغم أن هذا الفكر الشيعي كرفض أبليس السجود لأدم وكفر اليهود برسالة محمد، فالله سبحانه يعطي الملك لمن يشاء وليس هناك في مملكة الرب حكم بالوراثة كما يطلب الإمام إستناداً على قوله سبحانه "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض" وقوله الكريم "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"! شهادة الإمام الحسين من عظائم الجرائم في الأرض مثلها مثل جريمة قتل هابيل وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وهذا الإرث فتت المسلمين والعرب وقدمنا وجبة دائمة لكل من كفر. 

نحن اليوم كمن صادرت السلطات ممتكاته وأبناءه يتقاتلون على توزيعها!!
 
هذا الصراع الذي ليس له أساس مجتمعي لا يجب أن يكون له وجود، فعامة المسلمين لا يتعاطون فيما بينهم في الحياة اليومية بمذهبية، هم بالأصل مؤمنون يؤدون ما عليهم ويتجنبون ما نهى الله عنه ولكن السلطة والسطوة تجعل من العقيدة مصلحة سياسية تجاذبية أضعفت المسلمين جميعاً.

المسلم أخو المسلم هكذا يجب أن يكون الحال فالإقتتال على التاريخ سيسأل عنه كل انسان وستكون الإجابة هذا ما ألفينا عليه أبائنا وهذا بإعتقادي أبغض ما يكرهه الله لعبده المؤمن الذي إختصه بنعمة العقل فلم يدركها.
حيدثنا عن يهود الصهاينة فهناك الكثير من اليهود الذي يؤمنون أنهم لا زالوا مبعدين ومعاقبين، نعم هم اختاروا السماع لأول الوحي وصموا أذانهم عن خاتم الوحي.
في الحقيقة هم يخالفون الصهاينة بإقامة الدولة قبل ظهور المسيح الموعود! ولكن في حال قدومه لن يكونوا أفضل من الصهاينة! 
والله ولي الأمر وإلى الله ترجع الأمور.
عيسى دياب