“في ميونخ يناقشون أخطار الذكاء الاصطناعي… ونحن نعيش الذكاء المُستَبدّ!”

بقلم : صدقي أبوضهير/ باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي.
مؤتمر ميونخ للأمن 2025: الأمن العالمي في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي والهجمات السيبرانية – ولكن ماذا عن فلسطين؟
يُعقد هذه الأيام مؤتمر ميونخ للأمن، حيث يجتمع القادة والخبراء لمناقشة المخاطر العالمية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. الجميع يتحدث عن المخاطر التي تهدد الدول الكبرى، لكن ماذا عنّا كفلسطينيين؟ كيف تنعكس هذه القضايا على واقعنا؟
الذكاء الاصطناعي: أداة تقدم أم وسيلة للهيمنة؟
العالم يناقش كيفية ضبط الذكاء الاصطناعي لضمان عدم تحوله إلى تهديد اقتصادي أو أمني، لكن في فلسطين، نحن نواجه جانبًا آخر من القصة:
• يتم توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف في المراقبة الأمنية والتحكم، من خلال أنظمة التعرف على الوجه في الحواجز، والكاميرات الذكية في المستوطنات، والطائرات المسيرة التي تجمع البيانات.
• يتم استغلاله في تصفية المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي، عبر خوارزميات تقلل من انتشار الرواية الفلسطينية، وتغلق الحسابات التي تفضح الجرائم والانتهاكات.
الأمن السيبراني: تهديد عالمي أم حرب رقمية ضد الفلسطينيين؟
بينما تناقش الدول الكبرى كيفية التصدي للهجمات السيبرانية، نحن في فلسطين نتعرض لحرب إلكترونية مستمرة، تشمل:
• هجمات سيبرانية تستهدف المؤسسات الإعلامية والمواقع الحكومية الفلسطينية، مما يؤدي إلى اختراق البيانات وتعطيل الخدمات.
• حجب الأصوات الفلسطينية عبر تضييق الخناق على المحتوى الفلسطيني ومنع وصوله للجمهور العالمي.
• ضعف البنية الرقمية الفلسطينية، مما يجعلنا عرضة للاستهداف بسهولة دون وجود أنظمة قوية للحماية.
رؤيتي الشخصية: كيف نواجه هذه التحديات؟
كخبير في التسويق والإعلام الرقمي ، أرى أن المواجهة لا تكون فقط بالصراخ على المنصات، بل من خلال:
1. بناء وعي رقمي قوي: نحتاج إلى تعليم الفلسطينيين كيفية حماية بياناتهم، وتأمين حساباتهم، وتجنب الوقوع ضحايا للهجمات الإلكترونية.
2. تطوير أدواتنا الرقمية: يجب أن نستثمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي لصالحنا، ونبني منصات بديلة تعزز الرواية الفلسطينية.
3. توسيع الضغط القانوني والسياسي: يجب أن نستخدم كل الوسائل القانونية لمواجهة الانتهاكات الرقمية بحق المحتوى الفلسطيني.
ختامًا…
مؤتمر ميونخ يناقش مستقبل الأمن العالمي، لكننا في فلسطين نعيش واقعًا يُستخدم فيه الذكاء الاصطناعي كأداة للسيطرة علينا، والأمن السيبراني كوسيلة لحجب أصواتنا. السؤال ليس فقط كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني على العالم، بل كيف نحمي أنفسنا ونعيد بناء استراتيجيتنا الرقمية لمواجهة هذه الحرب الجديدة؟