البعد الانساني في النضال الوطني التحرري طويل النقس

فبراير 15, 2025 - 13:24
البعد الانساني في النضال الوطني التحرري طويل النقس

رئيس مجلس إدارة أكاديمية فتح الفكرية 
يتفاجأ البعض من أبناء التنظيمات السياسية حين يتم الحديث عن بناء الشخصية، أو تنمية الذات من جهة، وفي سياق الفريق أو المجموع الممثل للتنظيم (المنظمة ككل).
وأيضًا يستغرب بعضهم حين يتم الحديث حول آليات التغلب على القلق أو التوتر أو الخوف، أوالمواقف المشحونة والغضب...الخ، أوحين إرشادهم لضرورة المعرفة ثم التعامل مع الآخرين بأنماطهم المختلفة، أو حين يتم الطلب منهم التعرف على أنماط شخصياتهم وتوجهاتهم وأفكارهم، عبر تمارين خاصة تفيدهم بالتنظيم (المنظمة/الجماعة/الفريق) كما الحال في البيت وفي دائرة الأصدقاء ومع الذات. 
وقد يستغربون ولكنهم يفرحون حين يدركون أهمية تحقيق التركيز والانتباه واليقظة الذهنية وحُسن التصرف، وبناء القيم والتوجهات والتسامح والإشادة بالآخرين...، وتعلم فن السؤال وفن الحديث، وآليات النظروالتفكر، والتحليل والتعلم وضرورات القراءة العميقة وغيرها.
قد يتبرم البعض حيث الطلب منهم قبل النظر بالسياسة ودراسة الشخصيات المختلفة، والفكر والقضية والتاريخ ما هو ضروري أن ينتبهوا لذواتهم فيما سبق، ومن خلال تعلم المهارات اللينة (التخطيط والتنظيم وحل المشكلات والاتصالات وبناء العلاقات، وتنظيم الفعاليات وكتابة التقرير وإدارة الجلسات ومواجهة الخوف والارتباك، وتحقيق الفعالية والانجاز والنقد والابداع.....الخ).
وما كل ذلك الاستغراب أو المفاجأة أو التبرم من البعض إلا لأن هناك افتراض مستقر، ولكنه غير صحيح هو أن التنظيم الثوري او النضالي السياسي هو بثقافته الداخلية مجرد مواضيع يتم تلقينها عبر القراءة أو المحاضرة بعيدًا عن الغوص في تربية أو تنمية أو (ثقافة) ذات الانسان وهو بالطبع فهم منقوص ولا يعبر عن ضرورة بناء الانسان او تنمية شخصيته مما هو ضمن قاعدة التربية أو التثقيف التنظيمي ما يحتاج لوعي وإدراك وتنبيه او إثارة الانتباه له كما التدريب عليه بالاجتماع والندوات والدورات.
إن امتلاك الخلفية الصلبة عقديًا وطنيًا وفكريًا وفلسطينيًا وحضاريًا عروبيًا يبدأ من تصليب المرجعية.
 إن الصلابة والثبات على المبدأ والهدف الأسمى تستلزم الغوص بالنفس الانسانية من خلال آليات التعرف على الذات ودوائرها وطرقها بوضوح وفتح آفاقها وتنميتها او تعديلها أو تتويجها بالفهم وكشف الغموض فيها بما يحقق تمام الإيمان (بالله، والنصر) والصفاء والإفادة والرضا والسعادة في كافة الدوائر وفي داخل العلاقات لانسانية في التنظيم السياسي.
تأتي هذه المادة حول المرارة والشعور بها-وسبقناها بعشرات المواد السابقة-لغرض تحقيق وتنمية الشخصية النضالية ذات الطابع الإيماني والرسالي التي تعمل بمثابرة وبلا كلل لتحقيق الأهداف وبشكل تكون فيه الديمومة حتى التحرير والنصر بإذن الله.

كامل الملفات على قناة فتح الفكرية على منصة تلغرام
أكاديمية فتح الفكرية
فبراير/شباط 2025م