قد يتبادر للذهن أن شخصاً يقود أمريكا وهذا اعتقاد خاطئ بالمطلق

فبراير 14, 2025 - 17:52
فبراير 14, 2025 - 18:00
قد يتبادر للذهن أن شخصاً يقود أمريكا وهذا اعتقاد خاطئ بالمطلق

قد يتبادر للذهن أن شخصاً يقود أمريكا وهذا اعتقاد خاطئ بالمطلق ، هذه الامبراطورية الاقتصادية والعسكرية والامنية لا يمكن أن تقاد بامزجة واهواء من يجلس على كرسي البيت البيضاوي أو فريقه فقط ، هذه الامبراطورية تقودها الدولة العميقة التي لا يخفى على احد مكوناتها الدينية والسياسية واللاهوتيه و اصحاب المصالح والاقتصاد وغيرها ، والدولة العميقة قد تستفيد من سلوك وكاريزما الرئيس وفريقه من خلال احداث تفاعلات ودايلكتيك وضجيج قد يحدثه هذا الفريق على مستوى العالم ما يعني تولد افكار جديده نتاج هذا التفاعل وتوظفه الدولة العميقة بما يخدم توجهاتها ورؤيتها لمصالحها أولاً .

من وجهة نظري المتواضعه فإن شخصية ترامب الشعبوية أو الذكية وهذا الضجيج الذي احدثه على مستوى العالم في أقل من شهر يؤشر لمرحلة جديده ستظهر نتائجها من خلال سياسات جديدة تخدم رؤية الدولة العميقة دون المساس بثوايت من يحركوا السياسة والاقتصاد في أمريكا ، ولا ادل على ذلك من البيان الرئاسي الذي اصدره ترامب على خلفية لقائه مع الملك الاردني وما اثير حول ذلك اللقاء ، مع تثميني لموقف الملك في موضوع التهجير وصموده وحنكته امام ترامب الشعبوي او الذكي جداً.

تصريحات ترامب الكثيرة والمتعددة والمتناقضه احياناً حول القضية الفلسطينية ماذا احدثت ؟ وماذا يريد منها ؟ وكيف يمكن لنا توظيفها بما يخدم قضيتنا الوطنية والعربية ؟

أولا.... واضح أن الادارة الأمريكية والدولة العميقة قد ملت نتنياهو وحكومته الفاشية كونها لم تستطع تحقيق النصر المطلق بالرغم من الدعم ألا محدود بكل اشكاله على مدار خمسة عشر شهرا من القتال واصبحت تشكل حرجاً لهم امام العالم وحلفائهم في المنطقة العربية والاقليم وبالتالي لا يمكنها الاستمرار بهذه السياسه وأن الرؤيا لديهم حالياً الخلاص من نتنياهو و حكومته ، وإن بدى من خلال حركات نتنياهو الاكروباتيه والاستعراضية السرور والرضى وانه متوافق مع ترامب ، أي أن هذه الحكومة ستسقط قريباً ولكن قبل أن تسقط ستكافئ بضم مناطق في الضفة الغربية ومناطق عازله في غزة وسوريا ولبنان.

ثانياً .... عربياً دفعت تصريحات ترامب حول التهجير كافة الدول العربية تحت شعار الأمن القومي لتلك الدول للمسارعة في البحث عن حلول تحول دون التهجير وهذا ما سينعكس في الخطة العربية التي ستقدم لترامب وسيكون فيها الأمن والاقتصاد والدعم واعادة الإعمار والتطبيع وأن لا يتكرر ما حدث ولا حروب بعد هذه الحرب وسيكون هنالك دولة فلسطينية في حدود العام 1967 وفق رؤية عربية حول الحل المستند لتلك الخطة التي لن تحقق التطلعات الفلسطينية التي سعينا لتحقيقها دائماً لأسباب متعددة ولعل ابزها وطنياً حالة الانقسام الفلسطيني وسيتم ممارسة ضغط عربي على حماس من أجل خروجها من المشهد السياسي بشكل كامل واستخدام عصا التهجير لتحقيق ذلك كذلك علينا أيضاً وبنفس الاداة فالدولة المنشوده دخلت في مرحلة الميتافيزيقيه في ظل الوضع الذاتي والاقليمي والدولي وهنا سيكون الصمود والبقاء على الأرض الاولوية القصوى لحين تغير الحال القائم.

ثالثاً .... وهو الاهم كيف نخرج باقل الخسائر ؟ 

والبحث عن الفرص من وسط كل هذه التحديات والتهديدات حيث بعد سقوط نتنياهو وحكومته سيكون مسار تفاوضي لاقامة دولة فلسطينية في حدود 67 .

السؤال لماذا لم ندعى على الاجتماع الخماسي الذي سيقدم مسودة الخطة العربية على القمة العربية في القاهره في 27/2/2025 والتي ستقرها القمة وعرضها فيما بعد على ترامب ؟

الدولة العميقه في أمريكا ومن خلال ترامب استخدمت سياسة ما بجيب الرطل إلا الرطلين ، وستتفرغ لقضايا أهم بالنسبة لها وهي الصين وبرنامج ترامب .

تحليل يعبر عن وجهة نظري الشخصية فقط.

حسن أبو العيله