المرونة وعقلية التَجَدُدِ في حركة فتح

المرونة وعقلية التَجَدُدِ في حركة فتح
لا يصح فهم التَجَدُدِ في حركة فتح على انه فعل يهدف إلى العودة إلى ما كان، او من فعل تَجَدَّدَ الشيءُ : صار جديدًا، فهذا ليس منهج فتح أبدا.
التَجَدُدِ في حركة فتح فعل يهدف إلى إبقاء أعضائها وأطرها صالحين للعمل في كل الظروف، قادرين على القيام بمسؤولياتهم وتنفيذ تعليمات الأطر الحركية لتحقيق أهداف الحركة بكنس الاحتلال عن أرضنا.
إن التَجَدُدِ في حركة فتح يفهم أيضا على قاعدة الأجسام الحية التي تُجَدِدُ جزء من الجسم بعد إصابته أو فقده، تجدُّد الأنسجة العظميّة مثلاً.
يفهم منهج التَجَدُدِ في حركة فتح، من العقلية المرنة التي تتمتع بها الحركة.
المرونة العقلية في حركة فتح مستمدة من أمرين الأول متعلق بطبيعة المشروع الصهيوني في بلادنا القائم على العنف الدموي والطرد والإحلال والتوسع، والذي لم يشهد تاريخ البشرية مشروعا مثله.
طبيعة المشروع الصهيوني ولأنه فريد واجهته فتح بمنهج طبيعته الأولى العمل والثانية التحليل.
والمرونة العقلية في حركة فتح، تهدف إلى تفاعلها الإيجابي مع ما يتعرض له مشروع التحرر الوطني من متاعب وصدمات في المسيرة الطويلة، ويشمل ذلك، كيفية التعامل مع الأخطار التي قد تهدد المشروع الوطني، والتكيف والتعامل مع المستجدات دون المساس بمسيرة التحرر.
والمرونة يمكن تعديلها إلى الصلابة عندما يتطلب الأمر ذلك.
إن العقلية المرنة لحركة فتح تجعلها دائما قابلة للتَجَدُدِ، وذلك بممارسة النقد والتعلم من الأخطاء، والاستماع إلى نصائح غيرها وملاحظاتهم، وتحقق الفائدة من جميع الانتقادات أياً كان مصدرها، لما تدركه الحركة من أنّ الإنسان بطبعة خطّاء وقد يخطئ دون أن يعلم هذا أولا.
أما ثانيا فان قدرة أعضائها وكوادرها على اتخاذ القرار المناسب نابع من شعورهم الدائم بالمسؤولية التي تدفعهم لدراسة المواقف جيداً، ومن ثم اتخاذ القرار الملائم دون أي تردد.
أما ثالثاً فان المرونة والتَجَدُدِ ساهمت في استقلال القرار للحركة وأعضائها، لان الأطر الحركية والأعضاء يعيدون صياغة ذاتهم ويتكيفون مع أنفسهم ويعرفون ما لهم وما عليهم، ويوازنون بين ذاتهم والأفراد المحيطين بهم، كما أنهم يمتلكون الشجاعة في مواجهة الأحداث.
أما رابعا: فان المرونة أعطت القدرة للحركة على بناء العلاقات مع المحيطين بها، وتكوين العلاقات الصحيحة والسليمة.
أما خامسا فان التسامح منح الحركة البعد عن المكابرة والإصرار على الخطأ.
أما المرونة الفردية لدى أعضاء حركة فتح فقد ساهمت في صناعة الأفكار الجديدة وغير التقليدية، وهي ما تعبر عن سلاسة أفكارهم وقدرتهم على تغييرها بما يُلائم المواقف المختلفة التي يواجهونها أو المواقف الطارئة، كما أنّها ساهمت في استيعابهم للأفكار الجديدة وفقاً للظروف المتغيرة ووجهات النظر المتعددة، وتُعدّ المرونة العقلية أساس عملية الابتكار، فمن يمتلكها يمتلك تنوعاً كبيراً في الرؤى والتطلعات، وهو قادر على إعادة بناء الحقائق من جديد بما يتناسب مع الظروف المستجدة، ويعتبر الإنسان صاحب المرونة العقلية والمبتكر هو الشخص القادرة على مقاومة عملية البقاء ضمن الأطُر التقليدية في التفكير وحل المشكلات المختلفة.
المرونة وعقلية التَجَدُدِ تهدف إلى مواجهة المشروع الصهيوني بمنهج شقته حركة فتح بدماء كوادرها، منهج طبيعته الأولى العمل والثانية التحليل.
عنوان هذا المقال من الفصل الثالث من كتاب الكاتب والمفكر بكر أبو بكر. الوتر المشدود، أبناء فتح بين الفكر والتنظيم والسياسة. دار الأمين للنشر والتوزيع رام الله فلسطين 2019
وقد استفاد كاتب المقال من موقع موضوع على الشابكة تعريف المرونة.