الانقسام البغيض حلقه من حلقات المخطط الأمريكي المبيت ضد القضيه الفلسطينيه.

فبراير 14, 2025 - 14:35
فبراير 14, 2025 - 14:37
الانقسام البغيض حلقه من حلقات المخطط الأمريكي المبيت ضد القضيه الفلسطينيه.

الانقسام البغيض حلقه من حلقات المخطط الأمريكي المبيت ضد القضيه الفلسطينيه.

بقلم عيسى ابومياله .

بعد أن فشل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون نهاية عام ١٩٩٩ بالاملاء على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مستخدما سياسة الترهيب والترغيب على الزعيم ابوعمار في البيت الأبيض عهد الرئيس الاسرائيلي أيهود باراك ورفض الرئيس ياسر عرفات الانتقاص من الحق الفلسطيني ورفض الطروحات المطروحه صراحة بدون أي مواربه وغادر البيت الأبيض غاضبا موقف القائد المتسلح بعدالة قضيته وبشعبه الذي استقبله بعد عودته استقبال الأبطال رغم التهديدات التي أطلقها الرئيس الامريكي كلينتون ضد الرئيس ياسر عرفات والتي نفذت من خلال ارسال أريئيل شارون لاقتحام المسجد الأقصى الذي كان حينها وزيرا في الحكومه  الاسرائيليه وعلى أثر ذلك اندلعت انتفاضة الأقصى واستمرت الضغوطات على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من خلال اجتياح المدن الفلسطينيه وحصارها وحصار الرئيس ابوعمار في المقاطعه وهدم وتدمير وقصف المقرات الامنيه التابعه للسلطه الوطنيه الفلسطينيه وقتل العديد من أبناء الاجهزه الامنيه بجانب ابناء شعبهم من كافة الفصائل الفلسطينية وذلك لاركاع القياده الفلسطينيه المتمثلة بالرئيس المحاصر ياسر عرفات والذي تم مقاطعته فترة حصاره من كافة زعماء العرب سوى ارسال بعض المبعوثين العرب لإيصال رسائل تهديد باسم الاداره الامريكيه للضغط على الرئيس ابوعمار والذي فضل الشهاده بل اختارها بدلا من الخنوع والخضوع والتنازل عن الحق الفلسطيني المشروع رغم كل الضغوطات والحصار الذي مورس عليه والذي انتهى باستشهاده عام ٢٠٠٤ رحمه الله .

فعملت الاداره الامريكيه كعادتها بترويج سياسة التضليل وكأن الرئيس ياسر عرفات كان عقبة في طريق السلام وأشادت بسياسة الأخ الرئيس محمود عباس وأوهمت العالم بأنه في عهده سوف يتحقق السلام وكذلك أوهمت العالم والشعب الفلسطيني بأنها سوف تدعمه دوليا لتحقيق السلام مستخدمه سياسة النفاق والتضليل والتدليس والكذب .

وبعدم انتخاب الأخ الرئيس أبومازن رئيسا للشعب الفلسطيني 

واستبشر العالم خيرا بتصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش المخادع.

فجاءت الحلقه الثانيه من المخطط 

حيث جاءت بعد انتخاب الرئيس أبومازن عام ٢٠٠٥ ليتم إجراء انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام ٢٠٠٦ والتي تنافس عليها اكبر فصيلين فلسطينيين حركة فتح وحركة حماس وهنا كان المخطط الأكبر من خلال امريكا حيث كانت المشرفه على تنظيم ووالاشراف على الانتخابات من خلال لجنة تسمى بلجنة كارتر برئاسة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ولعبت دورا محوريا لرفع أسهم حركة حماس على حساب أسهم حركة فتح والحديث في ذلك يطول لكن أهمها دعم شخصيات فتحاويه لتخوض الانتخابات بشكل مستقل وبدعم امريكي من خلال شخصيات فلسطينيه بهدف تشتيت أصوات مناصري حركة فتح فبذلك يصعد أسهم الخصم السياسي حماس تلقائيا وهذا ليس حبا في حماس بل خدمة لتحقيق الأهداف المبيته التي تستهدف الكينونه الفلسطينيه برمتها وحصل ما تم التخطيط له وفازت حماس بالأغلبية والتي لم تكن تخطط لذلك لتنال امريكا مرادها بكون أن تصنيف حماس لديهم هم وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بالإرهاب  فمن هنا بدء الإرباك بالمنظومة السياسيه الفلسطينيه بحصار الحكومه الفلسطينيه بحجة أنها من حركة حماس واعتقال أفرادها وعرقلة عمل المجلس التشريعي واعتقال رئيسه واعضاؤه علما بأنهم امريكا وإسرائيل من عملوا على فوزهم من خلال أضعاف حركة فتح لينالوا مخططهم المبيت  وتم زرع الفتن ونشبت الخلافات الفصائليه وخاصه في قطاع غزة المستهدف وتم دعم الانقلاب الاسود من خلال بعض الانظمه العربيه المواليه للاداره الامريكيه وتم توزيع الأدوار لتغذية الانقسام حتى تتمكن الاداره الامريكيه وحكومة الاحتلال من التنصل من الالتزامات السياسيه الموقعه مع منظمة التحرير الفلسطينية رغم أنه في نهايةعام ٢٠٠٧حضر الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن إلى المنطقه واجتمع مع الرئيس الفلسطيني في المقاطعه في رام الله ووعد بإقامة دوله فلسطينيه قابله للحياه بجانب دولة اسرائيل وتعهد بتنفيذ ذلك قبل نهاية ٢٠٠٨ لكن تبين بأن كل هذه التصريحات فقط للاستهلاك الإعلامي وعادت الكره مره اخرى مع الرئيس أبومازن رغم أنه نفذ كل ما تم الاتفاق عليه عبر المعاهدات الدوليه والتزم بها لكنهم خذلوه وأخذوا يعملون على اضعافه واحراجه والذي بحنكته السياسيه حاول أن لا يعطيهم أي مبرر رغم أنهم يعملون ويتخبطون ويتجاوزون كل الاتفاقيات والمواثيق الدوليه والإنسانية مستخدمين كل أشكال البلطجه وتحدي المؤسسات الدوليه ومواثيقها ضاربين بعرض الحائط كل المعاهدات الدوليه وخاصه أنها برعايه دوليه وعلى رأسها امريكا ممعنين في تنفيذ المخططات المبيته والممنهجه وللاسف الشديد لعبت امريكا دورا مهما في إدارة الانقسام وتغذيته من خلال أطراف عربيه ومنها فلسطينيه لتحقق مكاسب من وراء ذلك وكان الخاسر الوحيد من هذا الانقسام البغيض فقط الشعب الفلسطيني وقضيته المركزيه وتم إفشال جميع جولات المصالحه التي لم ترتقي سوى لمصافحه في بعض الأحيان وسرعان ما كانت تتبخر ويتم اعكار صفوها بضخ المواد الاعلاميه التحريضيه 

وكان المستفيد من ذلك الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه امريكا فقط لاغير مستخدمه كل الوسائل والأدوات لتعميق الفجوه ولنقل القرار الفلسطيني المستقل ليصبح مشاعا وورقة مساومه في أيدي الدول والأنظمة لمصلحة اجندات غير فلسطينيه حتى حصل ما حصل في السابع من أكتوبر نتيجة  تراكمات  وضغوطات وعدم تقدير موقف  وخذلان حتى كان الرد الأمريكي الاسرائيلي الدولي غير متوقع  مستغله ماحصل كما استغلت احداث تفجير أبراج ١١ سبتمبر واصطنعت مصطلح الإرهاب وجندت العالم لمحاربته علما بأنه من صناعتها 

واليوم قامت بتجنيد العالم واسلحته لإبادة الشعب الفلسطيني في غزه وتدمير غزه بالكامل للاستفاده من ذلك لخدمة أهدافها للمرحله التاليه والتي تسعى من خلالها تقويض السلطه الوطنيه الفلسطينيه والتنصل من كل الاتفاقيات السياسيه والتنصل بكل ماجاء من معاهدات دوليه ضمن اتفاق أوسلو بهدف شطب القضيه الفلسطينيه وحق العوده بل تهجير أهلها خدمة للمرحله الاخيره التي تهدف إلى إقامة دولة اسرائيل الكبرى على كامل الوطن العربي وإعادة ترسيم خارطة الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الاستعمارية بقيادة الاداره الامريكيه.