الحسب والنسب والشبه والمُفاخرة

فبراير 11, 2025 - 19:57
فبراير 11, 2025 - 19:58
الحسب والنسب والشبه والمُفاخرة

سعدات عمر 

آه ليل الشهداء، والمكلومين، والمتآمرين، والأشباح، والأرواح. أيها الجبار الفلسطيني الصامد الواقف بين أقزام الاحتلال المُتقلد شرف الإنتماء، وسيف الرهبة، المُتَُشٍح بثوب الحرية، الناظر بألف عين وعين إلى بيت المقدس، إلى أنَّةٍ الموت، والعدم في غزة، وفي شمال الضفة. ظلام، ونهار، وأمل يفتح بصائرنا، وبصيرتنا أمام هيبة اللانهاية، ونهار العروبة غرور يوقفها عمياء في عالم المقاييس. فلسطين هدير جارف تُبيح بندائها أرواح الشهداء المُستيقظة السائرة في الفضاء نحو المسجد الأقصى، ونهار كل العرب ضجيج يُثير بعوامله نفوس المنبطحين، والمُطبعين. قضيتنا الفلسطينية عادلة تجمع بين جناحي الوطن، وبين جنحي الكرى أحلام أطفال غزة خاصة، وأطفال فلسطين عامة بأماني ثوار فلسطين الأقوياء الذين يذللون كل الصعاب أمام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. آه فلسطين. آه شعب فلسطين، وأنت تُرابط بين طيَّات تاريخك، وجغرافيتك، ولباسك العسكري، ولباسك التراثي بألوانه الخضراء، والبيضاء، والسوداء، والحمراء يسكب القديسين أنفاسهم في ساحات الأقصى، والقيامة، والمسجد الابراهيمي، وكنيسة المهد، وفي تضاريسك فلسطين تدب عواطف الشعراء، والأدباء، والكتاب، والساسة، والقواد، والزعماء، وعلى منكبيك المقدسين تستفيق قلوب الأنبياء، وبين ثنايا جداولك، وبياراتك ترتعش قرائح المفكرين، والمُنظٍّرين فأنت فلسطين وحدك التي تلقن الشعراء، والموهوبين، والموحية إلى الأنبياء، والموعزة إلى المفكرين، والمبدعين، والمتألقين، والمتأملين، أيتها القضية نحن مثلك متهمين ونحن أصحاب القضية. أيتها القضية نحن مثلك بميولك، وأحلامك، وخلقك، وأخلاقنا. أيتها القضية نحن مثلك وإن لم يتوجني مساك الدامي بغيومه المخيفة. أيتها القضية نحن مثلك وإن لم يُرصع صباحك جباهنا بأشعة شمسك. أيتها القضية نحن مثلك وإن لم نكن مُتمنطقين بالمجرة.