العلاقات الفردية والعلاقات الجماعية بين بصيرة الاهتمام وعمى الحب
العلاقات الفردية والعلاقات الجماعية
بين بصيرة الاهتمام وعمى الحب
محمد قاروط ابو رحمه
أية علاقات طوعية بين الأفراد تبنى على اربعة اسس:
الاهتمام، والوضوح، والعطاء المتبادل، والاستعداد للتجاوز.
والعطاء المتبادل، لا اقصد بالمتبادل بالمثل من ناحية الكم والكيف، وإنما التبادل حسب الاستطاعة. ويشمل التبادل ايضا تقديم مرونة من الطريفين في الامور التي يحبها او لا يبهما كل طرف في العلاقة بما في ذلك الاستعداد لتغيير بعض العادات لدى الاطراف والاتفاق على عادات جديدة تناسب الطرفين.
والاستعداد للتجاوز، التجاوز هو الاستعداد الذهني لدى الفرد لقبول أخطاء الاخر، على قاعدة أن الكمال لله وحده.
تربية ذواتنا على الاستعداد للتجاوز مهم حتى لا ننزعج او تكون ردات فعلنا على الآخر غير مدروسة عندما يحدث خطأ ما من الاخر .
اما عندما يحدث الخطأ، علينا التفكير بكيفية معالجته، ومحاولة عدم حدوثه، وليس التركيز على من المسؤول عن حدوث الخطأ.
تعلمنا التجارب ان البحث عن المسؤول عن حدوث الخطأ، يوقعنا باخطاء اخرى، وان هذا البحث سيأدي الى تأنيب مرتكب الخطأ بالوقت الذي هو يحتاج الى التعاطف وليس التأنيب. كما ان الاخطاء عندما تحدث يكون طرفي العلاقة مشتركان في الخطأ، حتى لو كان نسبة احدهما 99%، والاخر 1%.
عند حدوث الاخطاء ابحث عن الحل، وليس عن السبب والمسبب.
لكن التجاوز عن خطأ متكرر لأمر واحد، يجب أن ينبهنا إلى التفكير في سبب تكرار نفس الخطأ، وفحص مدى قوة الوضوح والاهتمام والعطاء المتبادل لدى طرفي العلاقة. هناك يكون الخلل.
التعثر المتكرر في العلاقات بين الأفراد يلزمه وقفه، ثم معرفة سبب التعثر ومعالجته واستمرار العلاقة على أسس اكثر وضوحا، واكثر اهتماما.
اذا تكرر التجاوز هذا كرم من المُتجاوِز يجب أن يفهمه المُتجاوَز عنه أن التَجاوُز ليس شيكا على بياض.
كل تجاوز يستنزف جزء من طاقتنا، وإعادة شحن طاقتنا تكون باستجابة المتجاوز عنه بعدم تكرار ما تم التجاوز عنه.
تكرار التجاوز عن الاخر يستنفذ طاقتنا، فإما ينفجر المتجاوز او يصبح لا مبالي.
والنتيجة بالحالتين سلبية.
تكرار المُتجاوَز عنه لنفس الأخطاء يلزمه وقفه ثم تقييم العلاقة على اساس الوضوح والاهتمام والعطاء المتبادل.
الاهتمام...فعل وعي هادف.
البعض يعامل فائض الاهتمام باحترام، فيدخر الفائض منه وينميه، ليحتمي به من عثرات الحياة.
البعض يعامل فائض الاهتمام بالإهمال، تعلم التجاوز، واستمر بالاهتمام.
السعادة والحرية في الاهتمام.
والاهتمام في العلاقات الشخصية فعل تبادلي عادل وليس بالضرورة متساوي.
وفي العلاقات الشخصية نحن بحاجة لتحديد أهداف الاهتمام المتبادل.
ونحن بحاجة إلى إدارة الاهتمام ثم تنظيمه وتقييمه وتقويمه.
الاهتمام فعل عقلي وجداني، وهو يحتوي الثقة والاحترام والحب.
معضلة الحب أنه أعمى، والاهتمام له عيون لذلك الاهتمام يحتوي الحب والاحترام والثقة.
في الشأن العام هو فعل عطاء مستمر بدوافع ذاتية عقلية ووجدانية.
الحب في الشأن العام فضيلة لأنك تحب شعبك ووطنك وأنت تعرف أن الحب أعمى.
الاهتمام بالشأن العام بحاجة إلى تكوين عادات الاهتمام بالناس، وأن الناس تهتم بمن يهتم بها.
بناء عادات الاهتمام بالناس بحاجة إلى إرادة سياسية، وتنظيمية، ومتابعة يومية.
الاهتمام بالناس فعل القادة الكبار، وحتى القادة الصغار.
الاهتمام بالناس يحتوي الاهتمام الشخصي.
الاهتمام المتداخل بين الشخصي والعام من أفضل وأقوى العلاقات.
الاهتمام لأنه فعل وعي كامل تتداخل فيه إدارة العلاقة وقيادتها. انه فعل النخب.
الاهتمام المتداخل بحاجة إلى حساسية عالية بين أطرافه للتمييز ما بين الشخصي والتبادلي، والاهتمام العام ذاتي الدوافع وإعطاء كل نوع حقه.
الاهتمام مثل كائن حي، يحتاج إلى رعاية وتغذية صحية صحيحة ليكبر سليما.
بعض المهتمين لا يحتاجون إلى رعاية غيرهم لهم، يعرفون كيف ينموا ويهتموا ويطوروا اهتمامهم بالغير حتى يصبح الاهتمام بالآخرين جزء من طبيعتهم وسجيتهم، حتى يصبح الاهتمام جزء من واجباتهم وليس عمل تطوعي.
الأغلبية الاهتمام عندهم مثل وردة بحاجة إلى رعاية غيرها.
تنمية الاهتمام بالغير لدى الكوادر الحركية والوطنية، واجبة على الجميع وخاصة القيادات العليا لان المهتم يوظف قدراته الفكرية والوجدانية وطاقته الجسدية وكل ما يملك من أشياء وأدوات ويضعها في خدمة ما يهتم به. وهذا أيضا ينطبق على العلاقات الخاصة.
الاهتمام صفة النبلاء، حافظ على نبلك وكن بخير.
عندما يهتم بك شخص كأنه زرع نفسه وردة لك، إن لم تعتني بها ماتت، أي مات اهتمامه وأنت خسرت.
كونوا بخير
محمد قاروط ابو رحمه