وداعا .. رجل التصنيع واللجنة العلمية ..وداعاً " ابو حعفر صفوان قطينة

ديسمبر 4, 2024 - 08:46
وداعا .. رجل التصنيع واللجنة العلمية ..وداعاً " ابو حعفر  صفوان قطينة

اعرفه منذ المؤتمر الخامس للاتحاد العام لطلبة فلسطين .. وكان ممثلا  لطلبة فلسطين في المانيا  في منتصف سبعينات القرن الماضي ، ومن ثم التقينا في بيروت هو نائبا لمسؤول اللجنة العلمية وانا فيما بين الحركة الطلابية والتفويض السياسي في الكلية العسكرية .. اضافةً لما جمعنا ما بين صداقة وعمل والبطلين الشهيدين ابو حسن قاسم وحمدي التميمي  ورغم كل هذه المسافة الزمنية من التواصل والعمل المشترك ولكن وفقط اليوم عرفت اسمه الحقيقي صفوان قطينة ، ولعل غياب الأسماء الحقيقية هو نموذج النضال في تلك المرحلة لرجال بلا اسماء وبلا وجوه سوى وجه العمل والعطاء والفعل النضالي . ولا زال حاضرا في ذاكرتي بقوة ما قام به خلال معركة حصار بيروت ، وخصوصا انه صار لدينا تقدير موقف بأن العدوان الاسرائيلي ربما يفكر بعمل انزال في منطقة الطريق الجديدة حيث مقرات القيادة الفلسطينية ، فكان تقديرنا انه سيلحأ لتحقيق ذلك لعمليات انزال في المنطقة  ، وان المكان المناسب لذلك اثنان ، الاول هو ساحة الملعب البلدي وتم علاج ساحة الملعب بوضع حديد في مختلف جنباته بشكل خوازيق تمنع  الطائرات من النزول على الارض ، والثاني هو سطح كلية الهندسة لجامعة بيروت العربية ، وهنا كان قرار الاخوة  بما فيهم الاخ ابو جعفر بتلغيم الطابق العلوي للجامعة،  ولا ادري كيف اصطحبني معه في ذلك اليوم كثير الغارات على بيروت .. وفعلا وما ان ابتدأ العمل بعد وصولنا المتعب بما نحمل من جهة وبالطابق السادس تقريبا للمبنى المرتفع ، حتى اشتدّت حركة طيران الهيلوكبتر من حولنا وفوقنا ، ولكن نظرات عيوننا كانت تقول بالاصرار والسرعة بعملية التلغيم ونحن نضحك بانه لو يقصفها الطيران الان فسيطير جسدنا بأسرع من طيران حائط الجامعة كثير الإسمنت .. وفعلا استمر ابوجعفر بالعمل حتى انجز المهمة كاملة ، وبدأنا في النزول ونحن نضحك ونقول الان لو تنزل الهيلوكبتر فستطير مع حيطان كلية الهندسة ..
نعم ذلك هو صفوان قطينة ابو جعفر .. رجل العلم والنبل ورجل الثورة والتصنيع ، ورجل اللجنة العلمية في الثورة الفلسطينية .. ولأسرتك يا ابا جعفر ولعموم آل قبيطة الكرام وعموم اخوتك ورفاقك في اللجنة العلمية وفي الثورة الفلسطينة خالص العزاء بهذه القامة العالية في العطاء والانتماء والالتزام بفلسطين وحريتها .. وكل الرحمة والسلام والجنة لروحك البطلة ولكل الأبطال الشهداء وإنا لله وإنا إليه راجعون

رحمه الله رحمة واسعة