في أعقاب الصراع المدمر في غزة، بدأت تظهر رواية عميقة وتحويلية بين سكانها - رواية تتمحور حول الاعتماد على الذات والتمكين. ويأتي هذا التطور في العقلية استجابة لتفاعل معقد من العوامل، بما في ذلك الطبيعة المطولة للصراع، وأوجه القصور الملحوظة في المساعدات الخارجية، والشعور المتزايد بتقرير المصير.

يركز السكان الآن بشكل متزايد على المبادرات المحلية والحلول المجتمعية لإعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم. 

ومن المشاريع الاقتصادية الشعبية إلى الجهود الجماعية في إعادة بناء البنية التحتية، هناك تأكيد واضح على الاستفادة من القدرات والموارد الداخلية. ويتم متابعة البرامج التعليمية ومبادرات الرعاية الصحية والمشاريع التجارية الصغيرة بقوة متجددة، مع التركيز على الاستدامة والاحتياجات المحلية.

ويعكس هذا التحول أيضًا التصورات المتغيرة للكيانات الخارجية، بما في ذلك المنظمات السياسية مثل حماس. 

هناك دعوة متزايدة لمزيد من الرقابة المباشرة والمساءلة في عمليات الحكم وصنع القرار. إن رواية الحكم الذاتي الناشئة في غزة هي شهادة على رغبة السكان في تقرير المصير، والتعددية السياسية، ومستقبل مستدام وسلمي.

فجر جديد في غزة: التشكيك في القيادة والبحث عن المساءلة"

لقد أدت العواقب التي خلفها الصراع الأخير في غزة إلى ظهور موجة من التأمل وإعادة التقييم النقدي للدور القيادي الذي تلعبه حماس. السكان، الذين تحملوا الواقع القاسي للحرب وعواقبها، يعبرون علناً عن استيائهم من الحكم . لقد تطور هذا النقد من مجرد خلاف سياسي ليشمل قضايا أوسع تتعلق بالحكم والسياسات الاقتصادية والاستراتيجية الشاملة في التعامل مع العلاقات والصراعات الدولية.

ويتساءل مواطنو غزة عما إذا كانت استراتيجيات حماس وأعمالها تتماشى حقاً مع احتياجات المنطقة وتطلعاتها. وأعربوا عن قلقهم إزاء عدم إحراز تقدم ملموس في تحسين الظروف المعيشية، ومعالجة المشاكل الاقتصادية، والتنقل بفعالية في شبكة الدبلوماسية الدولية المعقدة، وخاصة في أوقات الصراع.

هذه الدعوة المتزايدة للتغيير تشعل حركة جديدة في غزة. ويدافع الناس عن قيادة قادرة على إعطاء الأولوية لرفاهية المدنيين، وتأسيس حكم شفاف، وتطوير استراتيجيات تعمل بشكل حقيقي على تعزيز آفاق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة. وتقترن الرغبة في إحداث تحول في القيادة بالدعوة إلى نماذج حوكمة أكثر شمولاً وتشاركية وكل ذلك مشروط بتوقف الحرب الاسرائيلية التي دمرت جزءا كبيرا من حياة مواطني القطاع ..