وعاد ترامب ثانية

نوفمبر 7, 2024 - 09:22
وعاد ترامب ثانية

بهاء رحال

نَجحَ دونالد ترامب المعروف بسياستهِ وانحيازهِ لصالح الاحتلال، وقرب علاقتهِ ببنيامين نتنياهو الذي أعرب عن سعادتهِ بعودة ترامب للرئاسة، وكانَ أول المهنئين له، وهذا سيلقي بآثاره على مستقبل المنطقة، خاصة أن ترامب كان قد صرح أنه ينوي توسيع خارطة إسرائيل التي حسبما زعم، أنه يتعاطف معها كون مساحتها صغيرة! وأنهُ سيعمل على توسيع خارطتها على حساب حل الدولتين، واقتطاع مساحاتٍ من دول الجوار.

 ترامب الذي وضع خريطة المنطقة ضمن خطة صفقة القرن التي تم رفضها، فما حملته تلك الخطة من قبح لم يكن لرئيس أمريكي من قبل طرحها، فهي تتعارض والقانون الدولي والقرارات الصادرة عن الهيئات الأممية ومجلس الأمن، كما لو أنها وعد بلفور ثانٍ، لهذا تم رفضها ومعارضتها وقد كانت من أهم أدوات اشتعال المنطقة فيما بعد.ربما الرئيس الجديد للولايات الأمريكية أكثر وضوحًا في تعامله مع قضايا المنطقة والإقليم والعالم، على عكس ما كان عليه جو بايدن، المخادع والمتلون في سياساته التي لمسناها طيلة فترة رئاسته التي انتهت، وهذا ما يجعلنا نواجه رئيساً يجاهر بنواياه كما يجاهر بما يخطط له، ولا يخفي في أدراجه الأسرار ولا يبيع الوهم، وهذا يزيد من المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الصعبة والمصيرية.

 وأمام ذلك كله وبينما تتواصل حرب الإبادة في غزة والعدوان على لبنان، وبينما يواصل نتنياهو حشد المزيد من المتطرفين لأركان حكومته، آخرها كان تعيين "كاتس" وزيرًا لجيش الاحتلال، فإن التساؤل الهام هنا هو، هل سيقوم دونالد ترامب باتخاذ قرار وقف الحرب؟ وهل سيدفع بعجلة خطة سياسية يقدمها لإنقاذ المنطقة برمتها من حالة الغرق في الحرب والقتل والخراب؛ أم سيلتفت لقضايا داخلية تهم المواطن الأمريكي، وسيترك المنطقة لحالة من الفراغ لوقت أطول! وسيفكر بطرح صفقة القرن الثانية، الأمر الذي يعني موافقة ضمنية لمزيد من عمليات الإبادة التي ينفذها الاحتلال، وارتفاع وتيرة المواجهة. أمامنا فترة ليست بالسهلة، هي هذه الفترة التي تمتد حتى يناير القادم، وهو موعد استلام الرئيس الجديد للبيت الأبيض، وهذه كما قلنا في السابق فترة ذهبية لنتنياهو التي سيستغلها لتنفيذ خطط الحرب على الأرض، ما ينذر بمزيد من القتل والدمار والخراب ليس في غزة ولبنان فحسب، بل في الضفة الفلسطينية والقدس.