القرارات الدولية أوهامٌ يُدركها أهل فلسطين

يوليو 25, 2024 - 11:00
القرارات الدولية أوهامٌ يُدركها أهل فلسطين

عطية الجبارين

منذ وقعت فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، والأمم المتحدة بكافة مؤسساتها تُصدر القرار تلو القرار في ما يتعلق بهذه القضية، حتى بلغت هذه القرارات رقماً قياسياً في أعدادها، وأصبحت أدراج هذه المؤسسات مليئة ومكدسة بنُسخ من هذه القرارات. والملاحظ أن الجامع بين هذه القرارات أنّ ما كان منها لصالح قضية فلسطين وأهلها، ولو بنسبة لا تُذكر، يبقى حبراً على ورق ولا يُطبّق منه شيءٌ يُذكر. وما كان لصالح دولة الاحتلال كان تطبيقه بسرعة خيالية.
لكن ما يُثلج الصدور في هذا الجانب أن أهل فلسطين لا يُعوّلون على قرارات الأمم المتحدة إطلاقاً، ويعرفون أن هذه القرارات ما هي إلا أوهام، وذر للرماد في العيون. ولم تعد أوهام المؤسسات والهيئات الدولية حاضرة إلا في أذهان المنفصلين عن الواقع.
فقرارات المؤسسات والمنظمات الدولية لا تخدم إلا دولة الاحتلال، وما وجدناه بعد السابع من أكتوبر أكبر برهان ودليل على حقيقة القرارات الدولية وحقيقية الداعين لها وحقيقة الواثقين بها.
فدول الغرب هي من أوجدت دولة الاحتلال كمشروع استعماري، وهي من تمدها وما زالت بكل أسباب الحياة والبقاء، وهي من تبقيها واقفة على رجليها لغاية اليوم. لذلك لا يمكن أن تكون قرارات دول الغرب ومؤسساته "كاسرة لعظمه"، فمن هنا كان المسلّم به أن كل ما يخرج من الغرب هو ضد فلسطين وأهلها ولصالح دولة الاحتلال.
من سخافة القول والمواقف أن تجد من بيننا من يروج لقرارات الأمم المتحدة على أنها نصر لنا وطريق الخلاص من هذا الاحتلال.
إن قضية فلسطين هي قضية الأمة بمجموعها، فلذلك كان من الخطأ فصلها عن أساسها وأصلها، وربطها بأمم متحدة، الدول المتحكمة فيها هي أصل البلاء وأصل الداء، فلذلك كان الحل الوحيد لقضية فلسطين هو إعادة هذه القضية لأصلها قضية أمة.