عطل مايكروسوفت العالمي: مليارات الدولارات في خطر.. وشركات الطيران والبنوك في حالة تأهب

يوليو 21, 2024 - 10:07
عطل مايكروسوفت العالمي: مليارات الدولارات في خطر.. وشركات الطيران والبنوك في حالة تأهب

صدقي أبو ضهير

عطل في خدمات مايكروسوفت: انقطاع عالمي كبير يؤثر على العمليات في شركات الطيران الدولية والبنوك ووسائل الإعلام المرتبطة بأنظمة تشغيل Microsoft
شهد العالم أمس انقطاعاً كبيراً في خدمات مايكروسوفت، مما أثر بشكل مباشر على العمليات في شركات الطيران الدولية، البنوك، ووسائل الإعلام التي تعتمد على أنظمة تشغيل مايكروسوفت. هذا الانقطاع العالمي أحدث اضطرابًا واسع النطاق وأثار العديد من التساؤلات حول أسبابه ومخاطرها، وتأثيره المالي.

أسباب الانقطاع
تعود أسباب هذا الانقطاع إلى عدة عوامل تقنية وأمنية. من المحتمل أن تكون تحديثات برمجية غير مكتملة أو مشاكل في البنية التحتية السحابية وراء هذا الخلل، كما يمكن أن تكون الهجمات السيبرانية أحد الأسباب المحتملة، حيث أن الهجمات على الشبكات الحاسوبية أصبحت أكثر تعقيدًا وتطورًا.

مخاطر الانقطاع
تشمل المخاطر المرتبطة بهذا الانقطاع تعطيل العمليات الحيوية في القطاعات المتأثرة. في شركات الطيران، قد يؤدي الانقطاع إلى تأخير الرحلات، وتعطيل عمليات الحجز، وإرباك الركاب. في البنوك، يمكن أن يتسبب الانقطاع في تعطيل المعاملات المالية، وصعوبة الوصول إلى الحسابات، وتأخير في تسوية المدفوعات، أما في وسائل الإعلام، فيؤدي الانقطاع إلى تعطيل البث والإنتاج الإعلامي.

التأثير المالي للانقطاع
التأثير المالي لهذا الانقطاع يمكن أن يكون ضخمًا، فشركات الطيران قد تتكبد خسائر بملايين الدولارات نتيجة تأخير الرحلات والتعويضات للركاب، والبنوك قد تواجه خسائر بسبب تعطيل المعاملات وتأخر التسويات، مما يؤثر على ثقة العملاء والمستثمرين، وكذلك وسائل الإعلام قد تتكبد خسائر في الإعلانات والإنتاج، مما يؤثر سلبًا على الإيرادات.

الجوانب السلبية على البنوك
البنوك بشكل خاص تواجه تحديات كبيرة نتيجة هذا الانقطاع، فالبنوك تعتمد بشكل كبير على الأنظمة الحاسوبية في إدارة العمليات المالية والمعاملات اليومية، وأي خلل في هذه الأنظمة يمكن أن يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة وفقدان ثقة العملاء. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الانقطاع إلى تعريض البنوك للهجمات السيبرانية واستغلال الثغرات الأمنية.
بالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية دقيقة حول العطل الأخير في خدمات مايكروسوفت، يمكن تقدير أن الخسائر المالية والتقنية قد تكون ضخمة، مما يستدعي الحاجة إلى تعزيز البنية التحتية التقنية واتخاذ تدابير احترازية لضمان استمرارية العمل وتقليل المخاطر.

وسائل الإعلام:
توقف البث والإعلانات: يمكن أن يؤدي انقطاع الخدمات إلى خسائر في الإيرادات الإعلانية تُقدّر بمئات الآلاف إلى ملايين الدولارات يوميًا، اعتمادًا على حجم المؤسسة الإعلامية ومدى اعتمادها على الإعلانات الرقمية.

الخسائر التقنية:
1. تكاليف الاستعادة والإصلاح: يمكن أن تكون تكاليف استعادة الأنظمة المتأثرة وإصلاح الأضرار التقنية كبيرة، وقد تصل إلى ملايين الدولارات، اعتمادًا على حجم البنية التحتية التقنية وتعقيدها.
2. الهجمات السيبرانية: في حالة استغلال الثغرات الأمنية الناجمة عن العطل، قد تواجه الشركات تكاليف كبيرة للتعامل مع الهجمات السيبرانية، والتي قد تشمل سرقة البيانات وتلف الأنظمة.

كيفية معالجة الأمر والاحتياط
لمعالجة هذه المشكلة والاحتياط لمثل هذه الأعطال في المستقبل، يجب اتخاذ عدة خطوات.
أولاً، يجب تعزيز البنية التحتية السحابية وتحسين نظم الأمان السيبراني، ويجب أيضاً تنفيذ تحديثات البرمجيات بشكل دوري ومنتظم لضمان عدم حدوث خلل في الأنظمة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الشركات والبنوك تنفيذ خطط طوارئ واستراتيجيات التعافي من الكوارث لضمان استمرارية العمل في حالة حدوث انقطاع.

استنتاج
العطل الكبير في خدمات مايكروسوفت يسلط الضوء على أهمية البنية التحتية التكنولوجية وأمن الشبكات في العصر الرقمي.
يجب على الشركات والبنوك اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان استمرارية العمل وتقليل المخاطر المالية والأمنية المرتبطة بمثل هذه الأعطال. التحسين المستمر للبنية التحتية والتدابير الأمنية يعد أمرًا ضروريًا لضمان الاستقرار والموثوقية في العمليات اليومية.
في الختام، من الجدير بالذكر أن العديد من الخدمات لا تزال غير مستقرة نتيجة لهذا الانقطاع، مما يستدعي المزيد من الجهود والتعاون بين الشركات والبنوك ومزودي الخدمات التكنولوجية لضمان التعافي الكامل واستعادة الثقة في الأنظمة التقنية المستخدمة.



*باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي