نحو عقد قمة عربية
نحو عقد قمة عربية

نحو عقد قمة عربية
لم يعد خافياً أن المستعمرة تستهدف قتل أكبر عدد من الفلسطينيين في قطاع غزة للتقليل من عددهم وتطهير غزة من وجودهم، والدفع باتجاه ترحيلهم وتشريدهم كما سبق وفعلت بالمدن والقرى التي احتلتها عام 1948.
كما تستهدف من هجومها الوحشي العنصري تنظيف مدن قطاع غزة من الأبنية والمؤسسات والمنشآت، لجعلها خالية من الحجر ومن البشر.
فريق الائتلاف الحزبي الذي يقود المستعمرة متطرف سياسياً ودينياً، وهم كما يقولون ويعبرون يُخطئون قادة المستعمرة في سنوات 1948 و1967، لأنهم لم يتخلصوا من الفلسطينيين نهائياً، لتبقى فلسطين خالصة محتلة مغتصبة من اليهود الأجانب الذين وصلوها محتلين لدوافع أيديولوجية استعمارية، أو استثمارية، أو هروباً مما عانون من كره الأوروبيين لهم.
نموذجهم ما حصل في الولايات المتحدة حينما قتل الغزاة الأوروبيين أهل البلاد الأصليين الذين أطلقوا عليهم الهنود الحمر، وقتلوا منهم الملايين، وكما حصل أيضاً في كندا واستراليا، وكما حاولوا في جنوب إفريقيا والجزائر وغيرها من البلدان التي تعرضت للاستعمار وشعوبها للتصفية.
جرائم المستعمرة في قطاع غزة تُعيد العنوان الفلسطيني لجذره وأصله، وهو الصراع بين الغزاة وأهل البلاد الأصليين، وليس كما يحاولوا تمريره أن المستعمرة تحتل أراضي دولة فلسطين في حدود 1967، وهذا معناه شرعية احتلالهم لمناطق فلسطين الأولى التي تم احتلالها عام 1948، وطرد وتشريد وتهجير شعبها منها نحو لبنان وسوريا والأردن.
إنعقاد الاجتماعات تجاوب إيجابي، وروافع سياسية للشعب الفلسطيني ولكنها ليست كافية، المطلوب عقد قمة عربية بهدف اتخاذ سياسات وإجراءات تُهدد بمقاطعة المستعمرة وطرد سفرائها من العواصم العربية، لعلها ترى العين الحمراء العربية وتتوقف عن مواصلة قصفها الهمجي التدميري لقطاع غزة ووقف قتلها وتصفيتها للفلسطينيين.
لا شك أن دور مصر والسعودية مع الأردن نحو فلسطين، له تأثير إضافة إلى قطر والإمارات ومن يتجاوب من قادة العواصم العربية له نتائج أمام الشعوب العربية وأمام العالم، ولا شك أن الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني باهظاً صعباً وقاسياً ولكنه يحقق هدفين مهمين أولهما كسب المزيد من شعوب وقادة المجتمع الدولي لعدالة القضية الفلسطينية ومطالبها، وثانيهما نحو تعرية وكشف حقيقة المستعمرة الإسرائيلية كمشروع استعماري عنصري توسعي، وهذا هو المطلوب على الطريق نحو اختزال عوامل الزمن لتحقيق الانتصار، انتصار برنامج العودة والحرية والاستقلال.