مطلب «حماس» لوقف الحرب
مطلب «حماس» لوقف الحرب

مطلب «حماس» لوقف الحرب
ثاني الأسباب أن قيادياً من «حماس» وضع الشرط المطلوب لإيقاف أحدث حروب الحركة ضد إسرائيل، بعدما بدأتها بهجوم مباغت وغير مسبوق، حجماً، وتخطيطاً، وتنفيذاً، وتأثيراً، يوم السابع من الشهر الحالي. تحديد الشرط مهم في حد ذاته، فهو، إذا ثبت أنه استراتيجي فعلاً، ينبئ الناس بأن لدى «حماس» هدفاً لهجومها ذاك. الهدف هنا هو ما يشير إليه المختصون بتعبير «ENDGAME»، بمعنى أن كل طرف يشارك، أو قل يتورط، بأي لعب سياسي، يجب ألا يعبث، بل يقتحم الميدان مدركاً لما قد يترتب على ما هو مقبل عليه. في ضوء ما سبق، يمكن التوفيق بين كلام أسامة حمدان، وقول السيد خالد مشعل، «رئيس الحركة في الخارج»، خلال مقابلة أجرتها معه قناة «العربية»، إن الهجوم كان «مغامرة مدروسة»، مؤكداً التالي: «نعرف جيداً تبعات عمليتنا يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)».
كلام الاثنين، مشعل وحمدان، مهم للغاية، إذ قد يعين على فهم الغاية مما يجري، ولذا من الضروري أن يوثق تاريخياً، فلا أحد يعلم، حتى الآن، على وجه اليقين، نتائج نهايات المسلسل الذي بدأت فصوله في التدحرج قبل تسعة عشر يوماً. نتيجة للحيرة، ترى وتسمع كيف أن الناس تضرب الأخماس في الأسداس، وتخوض مغامرات تخمين، منها ما يتوقع ألا تقل الخاتمة كارثياً عن نكبة فلسطين الأولى (1948)، ومنها ما يشير إلى احتمال أن تتمخض عن خريطة جديدة للمنطقة بين رفح، ووادي غزة، وأقصى شمال القطاع، تفرض واقعاً يفاجئ الجميع.
مهم أيضاً ملاحظة كلام «حماس» عن مطلب «الدولة الفلسطينية المستقلة». المُفترض هو أن ميثاق الحركة يتعارض مع هذا التصور أساساً، من منطلق رفض «حل الدولتين»، الذي قبلته منظمة التحرير الفلسطينية، ووافق عليه المجتمع الدولي، بينما ترفضه إسرائيل. اعتراض «حماس» ينهض على أساس أن أرض فلسطين، كلٌّ لا يتجزأ، ثم إنها عند الأشد تمسكاً بالمنهج ذاته «وقف إسلامي»، ليس من حق الفلسطينيين أنفسهم التصرف فيها وحدهم. ضمن هذا السياق، بالوسع التوصل إلى القول إن مطلب «الدولة الفلسطينية المستقلة» ليس من ابتكار «حماس»، بل هي رفضته في السابق، حتى قبل نشأتها، عندما سبقها إليه الجميع، فهل كان ضرورياً أن يحصل ما حصل حتى الآن، كي يصبح هذا المطلب هو شرط وقف الحرب؟ ربما الإجابة نعم. فبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع قيادة «حماس»، واضح أنها نجحت في إعادة تذكير العالم بضرورة إيجاد حل لقضية فلسطين، حتى لو كان المقابل هو الدفع بها إلى نوع من التصفية، خصوصاً إذا جاء الحل في صيغة إنشاء «دويلة» على ما يتبقى من ركام قطاع غزة، بعدما تصمت المدافع. كم هي مرعبة التساؤلات التي تبحث عن إجابات مقنعة. بالاتفاق مع "الشرق الاوسط"