شهداء وجرحى في مناطق متفرقة بقطاع غزة وعمليات عسكرية في خانيونس
شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية في مدينة حمد شمال خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد أن حاصرها بالدبابات، وقصف محيطها على مدار عدة ساعات جوا وبرا، فيما بات يعرف بالأحزمة النارية.
وذكر سكان في المنطقة، أن جيش الاحتلال أطلق تهديدات عبر مكبرات صوت تحملها طائرات مسيرة، لإجبار أهالي مدينة حمد على الخروج منها إلى مناطق يزعم أنها "آمنة"، في المواصي ودير البلح، بينما كانت دباباته تربض على تلال مقابلة للمباني السكنية بعد أن أقامت في المكان سواتر ترابية.
وجاء في التهديد: "إلى كل المقيمين في منطقة مدينة حمد السكنية، أنتم في منطقة قتال خطيرة، جيش الاحتلال يعمل في منطقة سكنكم".
وأظهرت مقاطع مصورة عبر منصات التواصل الاجتماعي، العشرات من المواطنين معظمهم من النساء والأطفال، ممن تجمهروا أسفل مساكنهم تمهيدا للنزوح، وبعضهم حزم أمتعته على سيارات وعربات مجرورة، بينما كانت تتقدم صوبهم دبابات الاحتلال، وبين الحين والآخر يسمع صوت قصف وإطلاق نار.
كما بينت صور أخرى جرى تداولها صباح اليوم، جنودا من جيش الاحتلال يعتلون أسطح منازل في المدينة، التي تتكون في غالبيتها من بنايات سكنية ويقطن فيها حسب التقديرات الحالية 5000 مواطن.
وتشير التقديرات إلى أن بلدة القرارة شمال خان يونس، ستكون هي الأخرى مسرحا لعملية عسكرية برية جديدة خلال الساعات المقبلة يشنها جيش الاحتلال، الذي أعلن أنه شن الليلة الماضية أكثر من 50 غارة جوية خلال 6 دقائق فقط، واستهدف بها المناطق الشمالية لخان يونس.
وأطلق العشرات من المواطنين مناشدات للعمل على إخراجهم من مدينة حمد وبلدة القرارة، فيما حظر على مركبات الإسعاف وفرق الدفاع المدني الوصول إليهما للوقوف على حجم ما خلفته غارات الاحتلال وقصفه المكثف من ضحايا.
وبالتزامن مع ذلك، قصفت طائرات الاحتلال 3 منازل وسط المدينة، ما أدى لارتقاء 6 شهداء وإصابة 9 آخرين، كما قصفت المدفعية منازل المواطنين شرق المدينة.
ولاحقا من اليوم، أعلن عن ارتقاء 8 شــهداء إضافة لعدد من الجرحى باستهداف طائرات الاحتلال شاحنة مساعدات مقابل موقع الـ17 في مدينة دير البلح، كانت تُقل نازحين في طريقهم إلى رفح.
كما تعرضت المناطق الشرقية لمدينة رفح لقصف عنيف، أدى لاستشهاد 26 مواطنا وإصابة العشرات خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم 14 شهيدا، من ضمنهم 6 أطفال ورضع، ارتقوا في قصف منزل لعائلة أبو عنزة في حي السلام، فيما أن 9 بين شهداء وجرحى ما زالوا تحت الأنقاض، وارتقى الـ12 الآخرون إثر قصف طائرات الاحتلال الحربية خيام النازحين في منطقة السلطان غربا.
ووسط القطاع، أغار جيش الاحتلال بطائراته الحربية على المناطق الشرقية والجنوبية من مدينة دير البلح، وواصلت دبابته قصف المدينة والمناطق الشمالية لمخيم البريج ومخيم النصيرات وبلدة المغراقة ومدينة الزهراء.
وفي مدينة غزة، قصف الطيران الحربي والمدفعية عدة منازل في أحياء مختلفة، تركزت على أحياء الزيتون وتل الهوى والشيخ عجلين، وتم انتشال خلال الـ48 ساعة الماضية أكثر من 29 شهيدا من بين الأزقة والشوارع في حي الزيتون.
ووصل نحو 20 شهيدا إلى مستشفى كمال عدوان، عقب قصف الاحتلال الليلة الماضية منزلين بمخيم جباليا ومنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، فيما يفتقد نحو 700 ألف مواطن في شمال القطاع المقومات الأساسية من الطعام والمياه النظيفة.
وذكرت المصادر أن عدد الأطفال الذين استشهدوا نتيجة سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان وصل إلى 15، فيما يهدد سوء التغذية والجفاف حياة 6 آخرين داخل قسم العناية المركزة في المستشفى، الذي يعتبر خارج الخدمة نتيجة توقف مولدات الكهرباء والأكسجين.
وفي السياق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر أن الاحتلال يواصل حصاره واستهدافه لمستشفى الأمل التابع في خان يونس لليوم الـ42 على التوالي، ما ينذر بنفاد مخزون الطعام والوقود خلال أسبوع واحد، فيما تكفي المياه المتوفرة لـ3 أيام فقط
وحذرت الجمعية من انتشار بعض الأمراض المعدية بين النازحين في المستشفى بسبب تراكم النفايات، وسط انعدام الحليب وحفاضات الأطفال وكبار السن، وبعض المستهلكات الطبية والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة ومستلزمات المختبر.