ليس الشيطان في التفاصيل فقط . إسألوا من كان بها خبيرا وجديرا

فبراير 3, 2024 - 14:54
ليس الشيطان في التفاصيل فقط . إسألوا من كان بها خبيرا وجديرا

بدأ الحديث الجدي عن الصفقة / الهدنة / وقف النار / الاستراحة / الانسحاب / التبادل / اليوم التالي ... الخ ، وسنسمع الكثير الكثير من التحليلات والآراء والمواقف التي تحث على الدخول في العملية التي دبجت بنودها في باريس برعاية أميركية و حضور عربي ضعيف ، ممثلا بالدولتين الوسيطتين مصر وقطر، ذات التأثير اللافت من قبلهما على فصائل المقاومة وبالتحديد على حركة "حماس"، وبالمناسبة فإن الحضور العربي كله تقريبا كان ضعيفا خلال العدوان الابادي على غزة على مدار الأربعة أشهر الماضية .
سنسمع من يؤيد الصفقة ، ومن يعارضها ، وكلا الطرفين ، سيجانب الصواب بعيدا مهما امتلك من أدوات التحليل ، اذ لا يمكن البت في قضية معينة مصيرية على هذا النحو ، دون ان يلم بالتفاصيل ، بل بتفاصيل التفاصيل التي فيها يكمن الشيطان ، كما يقال . في اتفاقية أوسلو قال الرئيس السوري السابق حافظ الأسد ان كل بند فيها يحتاج الى اتفاقية ، أما المسألة الثانية فهي المتعلقة بقدرات المقاومة ، فهي الأكثر معرفة والاجدر في التقرير والاحرص على عدم تضييع أي فرصة والاقدر على التمييز بين الثمين والاثمن او كما قال الرئيس الإيراني الأسبق احمدي نجاد التمييز بين الجوهرة والبلحة .
وبالنسبة للتفاصيل التي يكمن فيها الشيطان، فإن الشيطان لم يعد خافيا على احد ، وهو ظاهر للعيان في التفاصيل وغير التفاصيل ، في البدايات والنهايات ، المقدمات و النتائج ، في الظواهر والبواطن ، الناس عرفوه في شوارع العالم قاطبة ، محكمة العدل الدولية بدأت محاكمته بأخطر تهمة في التاريخ وهي الإبادة الجماعية ، أمه أميركا ضاقت به ذرعا ، جدته بريطانيا أعلنت انها لن تقيم له وزنا وستعترف بالدولة الفلسطينية حتى بدون اتفاقية سلام معه ، وهو هذا الشيطان يعلن على الملأ انه لم يحقق أهدافه بعد ، ولسوف يستأنف ما بدأه بمجرد إستعادته أسراه بالتفاوض بعد ان فشلت كل محاولاته الشيطانية بما في ذلك قتلهم او اغراقهم بمياه البحر . إن الضغظ الداخلي الذي يواجهه لأشد وطأة عليه حتى من القتال في وحل غزة ، هذا الضغط المتصاعدة وتيرته مع مرور كل يوم جديد ، لسوف يتوقف فورا بعد عودة هؤلاء الاسرى الى بيوتهم ، بل ان هذا سيرتد على غزة مقاومة وشعبا لانها احتجزتهم طوال هذه المدة . انه نفسه الشيطان الذي بعد خروج منظمة التحرير من بيروت عام 1982 بوساطة أميركا وبعض الاعراب ، انقض على صبرا وشاتيلا وأوقع فيها مجزرته المشهودة في التاريخ . انه نفسه الشيطان الذي وقع مع المنظمة اتفاقية أوسلو ، وحولها من رأس حربة حركات التحرر الوطني في العالم قاطبة ، الى مجرد سلطة "بدون سلطة" كما يقول عنها أصحابها .
جاهل او واهم من يظن ان كتائب القسام او غرفة العمليات المشتركة في غزة ستوافق او ترفض المعروض بدون موافقة قائد محور المقاومة ، انه كان بها خبيرا وجديرا .