إطلاق سراح العدّاء السابق الجنوب إفريقي بيستوريوس

يناير 6, 2024 - 10:01
إطلاق سراح العدّاء السابق الجنوب إفريقي بيستوريوس

أُطلق سراح بطل الألعاب البارالمبية السابق العداء المبتور الساقين الجنوب إفريقي أوسكار بيستوريوس يوم الجمعة، بعد حصوله على إفراجٍ مشروط، و"هو الآن في المنزل" بعد مرور نحو 11 عاماً من إدانته بقتل صديقته ريفا ستينكامب.

وبعد أن قضى أكثر من نصف مدّة عقوبته، نُقل بيستوريوس (37 عاماً) بهدوءٍ من سجن أتيريدجفيل على مشارف العاصمة بريتوريا، متجنّباً حشود وسائل الإعلام المتجمّعة خارجاً.

وقالت إدارة الخدمات الإصلاحية في بيان إن بيستوريوس "قُبِل في نظام الإصلاحيات المجتمعية وهو الآن في المنزل".

وجاء الإفراج عنه بعد مداولات بين إدارة السجن ولجنة مكوّنة من أعضاء في إدارة السجون ومدنيين مسؤولة عن تحديد ما إذا كان الشخص المدان بجريمة القتل "مناسباً أم لا لإعادة الإدماج الاجتماعي".

ولن يُسمح لبيستوريوس المعروف عالمياً باسم "بلايد رانر" بسبب أطرافه الاصطناعية المصنوعة من ألياف الكربون، بالتحدّث إلى وسائل الإعلام كشرط للإفراج المشروط عنه.

وسبق أن حذّرت إدارة السجن الصحافة من التقاط صورةٍ له أو التحدّث معه.

قتَل بيستوريوس بالرصاص صديقته عارضة الأزياء ستينكامب في الساعات الأولى من يوم 14 فبراير عام 2013، عندما أطلق النار أربع مرات عبر باب الحمام في منزله المجهّز بوسائل أمن متطورة في مدينة بريتوريا.

وجاءت الجريمة بعد عامٍ من دخول بيستوريوس التاريخ بعدما أصبح أوّل عداء مبتور الساقين يشارك في الألعاب الأولمبية في لندن 2012.

أدين بيستوريوس بارتكاب جريمة قتل وحُكم عليه بالسجن 13 عاماً عام 2017 بعد محاكمةٍ طويلة واستئنافاتٍ عدة.

وأكد أنه غير مذنب منكراً قتل ستينكامب وهو في حالة غضب، مشيرًا الى أنه اعتقد أنه يطلق النار على لص.

في صباح إطلاق سراح بيستوريوس، أصدرت والدة ستينكامب، جون، بياناً قالت فيه إنه على الرغم من قبولها قرار النظام القضائي وشروط الإفراج عنه، فإن "الألم لا يزال قاسياً وحقيقياً".

وأضافت "لن تتحقق العدالة أبداً إذا لم يعد الأشخاص الذين تُحبّهم وليس هناك وقت في السجن كافٍ لإعادة ريفا".

وأردفت "نحن الذين نبقى، من نقضي عقوبة مدى الحياة".

ويمكن للسجناء في جنوب إفريقيا الاستفادة من الإفراج المبكر بمجرد انتهاء نصف مدة عقوبتهم.

بعد أن أدين بيستوريوس في المحكمة الابتدائية، ثم مرات عدّة في الاستئناف آخرها في مارس، تم اعتبار أنه وفقًا لتهمة تبدأ من تاريخ إدانته الأخيرة، لم يقضِ الحد الأدنى من الوقت.

لاحقا، ناقضت المحكمة الدستورية هذا الحساب، وحكمت في أكتوبر بأن الإحصاء يجب أن يبدأ من تاريخ احتجازه الأول.

وكجزء من شرط الإفراج المشروط، يجب على بيستوريوس الخضوع لجلسات علاج من مشكلات الغضب والعنف وذلك حتّى نهاية عقوبته عام 2029.

كما يُمنع عليه تناول الكحول ومواد أخرى، وسيكون مطلوباً منه إكمال خدمة المجتمع والبقاء في المنزل لساعات معيّنة في اليوم.

وكشفت المحاكمة الجانب المظلم لبيستوريوس وقدّمت لمحات عن رجلٍ خطيرٍ لديه ميول تجاه الأسلحة، النساء الجميلات والسيارات السريعة.

في عام 2009، أمضى ليلة في السجن بعد أن زُعم أنه اعتدى على شابة تبلغ من العمر 19 عاماً في حفلةٍ، في قضية سويّت خارج المحكمة.

واتّهم الرجل أيضاً بإطلاق النار من مسدّس عبر فتحة سقف سيارة متحرّكة لإحدى صديقاته السابقات.

وقبل أسابيع من قتله ستينكامب، أطلق النار بالخطأ في أحد مطاعم مدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا.

وُلد بيستوريوس عام 1986 في جوهانسبرغ بدون شظيّة (العظم الخارجي للساقِ السفليّ ويمتدّ مِنْ الركبةِ إلى الكاحلِ).

قرّر والداه حين كان عمره 11 شهراً أن يتم بتر ساقيه من أسفل الركبة حتّى يتم تزويده بأرجلٍ صناعية.

هذا الأمر سمح له بممارسة الرياضة حيث تميّز، ولم يركّز على الجري إلا كسر ركبته أثناء ممارسة الرغبي.

انفصل والداه حين كان في السادسة من العمر، وكانت علاقته إشكاليّة مع والده هينكي، وتوفيت والدته حين بلغ الخامسة عشرة.

عام 2004 حطّم الرقم القياسي في سباق الـ200 م في دورة الألعاب البارالمبية في أثينا.

وفي بكين حصل على ألقاب في سباقات 100 م، 200 و400 م.

ودخل التاريخ حين أصبح أول لاعب مبتور الأطراف يتنافس في كل الألعاب الأولمبية والبارالمبية عام 2012.