الى بكر أبو بكر

حبرُ البجعة السوداء: شروقٌ خارج الحسابات

ديسمبر 15, 2025 - 09:33
الى بكر أبو بكر

الى بكر أبو بكر

حبرُ البجعة السوداء: شروقٌ خارج الحسابات

محمد قاروط أبو رحمه

على بياض الورق، او شاشة الحاسوب، لا يمارس "بكر" طقوس "الانتظار" المملة، ولا يكون صدىً لأصواتٍ حفظها الزمانُ حتى ملّها. لان "بكر" يعلم ان الكتابة الحقيقية ليست رصفاً للكلمات المتوقعة، بل هي "بجعة سوداء" تقتحمُ بِركة السكون الراكدة، فتغير ملامحها إلى الأبد.

اليقينُ في قلب "اللايقين"

يقولون: "انتظر الفجر حتى ينجلي الليل". هذا هو منطق "البجعات البيضاء"؛ منطقُ الجموع الذي يرهن وجوده بحركة عقارب الساعة. أما "بكر"، وبمنطق المرجعية التي ترفض التبعية، يقول: إنَّ الفجرَ قرارٌ وليس توقيتاً.
أن يكتب "بكر" كبجعة سوداء يعني أن يصنع "حدثاً" على بياض الورق؛ او شاشة الحاسوب لا يمكن التنبؤ به. إنها اللحظة التي يقرر فيها "بكر" أن صمته لم يكن فراغاً، بل كان شحناً لبروقٍ ستنفجرُ حكمةً وتغييراً.

المرجعية: أن يكون الكاتب "المفاجأة"

في عالمٍ يقدس التكرار، تصبح "المرجعية في الكتابة" هي الانحياز التام للفرادة. التابعُ يكتب ليُرضي القوالب، أما المرجعيُّ فيكتب ليحطمها.
الحياة الحكيمة التي ننشُدها هي تلك التي لا تخضع لقانون "الاحتمالات"؛ بل تصنع هي الاحتمال الأقوى. عندما يضع "بكر" ريشة الحكمة على بياض الورق، فأنه لا يصف العالم، بل "يعيد اختراعه". "بكر" لا يتحدث عن الكرامة كحق مسلوب، بل يمارسها كفعلِ إشراقٍ يفرض نفسه على عتمة الموقف.

سماءُ الورق.. وبحرُ الحبر

في بحر الكتابة التقليدية، يغرق الكثيرون في "التبعية" للنصوص السابقة، يموتون في تكرار المعاني. أما الكتابة كبجعة سوداء فهي "تحليقٌ في السماء". هي تلك المسافة الفاصلة بين ما "يجب أن يُقال" وما "لا يجرؤ غيره على قوله".
بركة المعلم هنا ليست تلقيناً، بل هي "الدفعة" التي تجعلك تطير خارج السرب. هي الدرع الذي يحميك من سخرية العاديين، والشمعة التي تضيء لك فجوة "اللامتوقع" لتجعل منها حقيقةً راسخة.

كن أنت الشروق المفاجئ

العالم لا يغيره الذين يمشون مع التيار، بل تغيره تلك الأحداث "النادرة" التي تعيد صياغة التاريخ.
جعل "بكر" من قلمه بجعةً سوداء؛ تظهرُ في عزّ العتمة لتعلن أن الليل قد انتهى، ليس لأن الشمس طلعت، بل لأنه من قرر أن "تشرق".
على بياض الورق، لا مكان للحياد. إما أن تكون تابعاً لظلال الآخرين، أو أن تكون "مرجعاً" يسطر بمداد النور فصلاً جديداً من فصول الحرية والحكمة.

يذكرنا بكر دائماً:
الورقة البيضاء هي ليلٌ ينتظر حضورك.. فلا تكن مجرد عابر، بل كن "البجعة" التي تغيّر لون المساحة المستحيل.

بمزيد الاحترام