المدرسة الطازية.. معلمة مملوكية في القدس
المدرسة الطازية من أبرز المعالم الثقافية في القدس، وهي جزء من التراث التاريخي للمدينة، أنشأها في القرن الرابع عشر الميلادي/الثامن الهجري (عام 763 هـ) الأمير سيف الدين طاز بن قطفاج أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وتعكس تطوّر التعليم والعمارة الإسلامية في العصر المملوكي.
تقع المدرسة الطازية في الجهة الشمالية من طريق باب السلسلة في البلدة القديمة في القدس مقابل المكتبة الخالدية، وإلى الغرب من المدرسة الجالقية. سميت بهذا الاسم نسبة إلى منشئها الأمير سيف الدين طاز بن قطفاج، وكُتب على بلاطة فوق نافذتها كلمات بالنسخ المملوكي جاء فيها 'بسم الله الرحمن الرحيم، هذه تربة (قبر) العبد الفقير إلى الله تعالى المقر الأشرف السيفي طاز. توفي رحمه الله سنة ثلاث وستين وسبعمائة'.
تحوّلت المدرسة الطازية إلى مسكن لعائلات مقدسية. كان الأمير طاز أحد أمراء أرباب الحل والعقد الذين بيدهم مقاليد الدولة، ثم زادت مكانته في الفترة الأولى لحكم السلطان حسن، ثم ما لبث أن انقلب الأمير طاز على السلطان حسن وساعد على خلعه وتولية أخيه الملك الصالح.
خصصت المدرسة لتدريس القرآن والحديث وعلومهما، فكانت مركزا تعليميا هاما في القدس في العصر المملوكي، وأشارت سجلات المحكمة الشرعية عام 984م إلى وجود عشرة موظفين في المدرسة، منهم الناظر والمتولي وشيخ المدرسة ومعيدها.
تتميز المدرسة ببساطة تصميمها، إذ تنحصر الزخرفة البديعة في إطار النافذة ذات القضبان المعدنية، التي تشكل واجهة المبنى، وبنيت النافذة من الحجارة ذات اللون الأبيض والأحمر العاجي.
المدرسة الطازية سميت بهذا الاسم نسبة إلى منشئها الأمير سيف الدين طاز بن قطفاج، ويوجد في الجزء الجنوبي مدخل المدرسة ودهليز ودرج وغرفتان، ويؤدي شمال الدهليز إلى قاعتين معقودتين في زاوية قائمة بين بعضهما.





