رموز و ظلال
بقلم سعدات عمر
رموز وظلال بقلم سعدات عمر
***********************
بغض النظر عن السنين الطويلة التي تفصلنا عن العام 1948 لا تزال *فلسطين* دون غيرها مساحة *معنوية* و *ومادية* شاسعة كبرى مجهولة الحقائق والعوامل والظواهر، وإن المسح الشامل لهذا الوطن الفلسطيني أرضاً ومجتمعاً وانساناً لا يزال هو الهدف الأخطر والأعظم الذي يتحدى صميم وحدتنا الوطنية لأنه يؤلف الأساس العقلاني الأول لكل إستراتيجية موضوعية تتطلع إلى بناء المستقبل الفلسطيني من إمكانيات الحاضر بعد تدمير قطاع غزة وقتل أكثر من مئة ألف فلسطيني وجرح أكثر من نصف مليون وتشتيت حوالي المليونين من ساكنيه دون مأوى ودون مسكن ودون طعام ودون طبابة وعلى هذا فإن العمق الإجتماعي والتاريخي لهذه الحالات وما يكتنفها من ظروف معقدة متشابكة ستبقى بعيدة عن دائرة الضوء مستعصية على الوعي الموضوعي نافرة من أي منهجية عقلانية ثابتة المقاييس موثوقة الخُطى والنتائج إن لم يكن الصدق يلف طريق المصلحة الوطنية الفلسطينية في حين أن قضيتنا الفلسطينية تقع على أخطر نقاط التقاطع والتحديات المصيرية بالنسبة لاستراتيجيات إسرائيل التي يزداد وعيها بصراحة الرئيس ترامب ونتنياهو حول دولة إسرائيل الكبري كل يوم بارتباط مستقبلها ووجودها أو *نوعية* هذا الوجود بمتغيرات قضيتنا الفلسطينية وحدها فتندفع هكذا تصريحات وما يتناغم معها عربياً وإقليمياً ودولياً لتضع إنساننا الفلسطيني ومجتمعنا الفلسطيني تحت المراقبة الدقيقة وتضع ظواهره وبواطنه لأدق مناهج الكشف والتحليل حتى تتمكن إسرائيل من استباق الإعتراف الفعلي الدولي بدولة فلسطينية أيَّاً تكون أبعادها ووضع الخطط لإجهاض ثمراتها الإيجابية وتغذية عوامله السلبية وعرقلة مسيرة الوفاق الوطني الذي يتم تحت رعاية *مصر* بقواه الخاصة باصطناع العقبات وتشويه الوجود *المصري* لهذا فإن كل الظروف المضادة التي تمارسها *اسرائيل* *الحالمة* ضد نهضة *شعبنا* *الفلسطيني* ووحدته الواضحة في مخططاتها وسياساتها وخططها الوحدوية السياسية والأيديولوجية والإقتصادية والأمنية لٍتقدم دليلاً يومياً مُستعجلاً على نبرة وعي إسرائيل لخطر استقلال حقيقي لشعبنا الفلسطيني وإقامة دولته له معالم حضارة جديدة مُعبرة عن شخصيته النضالية التاريخية بديلاً عن لمح المؤامرة التي ما زالت تُحاك في غزة وتتخذ من جُرأة ترامب ونتينياهو لإسقاط الشواظ الملتهب المُحمَّل بالأبخرة والروائح الكريهة المنبعثة من الجثث العفنة في الطرقات من تحت الأنقاض. انه شٍرك الخيانة ارتباك ببادرة فزعٍ شَبَح كريه بلحظة هنيئة تُعيد لحظات الإنقلاب الأسود بهد هذا الدمار الهائل الذي يذهب شذاه بتطبيقات القذارة والعمالة على قارعة ملتوية للخطوب ونازلة للأهوال.



