فتح ... بين الكوفية و الوشاح . 

حمزة خضر .

أكتوبر 30, 2025 - 15:08
فتح ... بين الكوفية و الوشاح . 

فتح ... بين الكوفية و الوشاح . 

حمزة خضر . 

في اطار بناء الهوية البصرية لحركة فتح كان من الضروري 
و الملح جدا ان تقدم الحركة زيها في اطار حالة التمايز بين مختلف الوان الطيف السياسي الفلسطيني فاختارت الحركة اللون " الاصفر " لون رايتها لما يحمله هذا اللون من دلالات تاريخية و معنوية في التاريخ العربي و الاسلامي و منها ان اتخذ القائد المحرر لبيت المقدس صلاح الدين الايوبي من الاصفر لون رايته . 

و في اطار المنافسة بين فتح و جماعات اسلامية اخرى مثل حركتي حماس و الجهاد الاسلامي حيث اتخذت الاولى من اللون "الاخضر" دلالة لها فيما اتخذت الاخيره من "الاسود" دلالة لها حيث انشغلت كلا منهما في ابراز ذاتها من خلال هويتها البصرية عبر و سائل الاعلام بقوة للإيحاء ان الشارع الفلسطيني يلتف و يتبع خط هذه الجماعات فقط و التي اسقطت عمدا اي دلالات وطنية في هويتها البصرية تفتقر الى اي ايحاء او دلالة او رمزية للهوية الوطنية الفلسطينية على عكس "فتح" التي برزت ملامح هويتها منذ انطلاقتها العام ١٩٦٥ بالهوية الوطنية الخالصة و ابرز ذاتها برداء الكوفية الفلسطينية التي منحت الفدائي الفلسطينية هالة من الهيبة و الوقار الى جانب اعتمار مفجر الثورة الفلسطينية و ربان السفينة الوطنية القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات الكوفية طيلة مسيرة حياته النضالية.  

المنافسه لا تعني التماهي او الذوبان او التقليد . 

و في اطار المنافسه مع الاخرين لا يعني ذلك و لا يجوز لنا التماهي مع الاخر حد الذوبان او التقليد فاذا كان الاخر يتخذ له وشاح بلون اختاره لا يعني ذلك تقليده بالغاء الكوفية و استبدالها بوشاح بلون نتخذ منه دلاله لنا. 

ان اختيار الكوفية كرمز وطني و فتحاوي لم يكن صدفة او فكرة عابرة بل كان خيارا مدروسا و صائبا من القادة المؤسسين للحركة و فيه رسالة ان فتح الثورة الوليدة لم تولد منقطعة النسل بل هي ثورة و امتداد لثورات شعبنا الفلسطيني ما قبل انطلاقتها العام ١٩٦٥ و أبرزها الثورة الفلسطينية الكبرى عام ١٩٣٦ و التي تم تعميم ارتداء الكوفية على عموم الشعب الفلسطيني .

اذا كنا نحن الفتحاويبن من يتخلى عن "الكوفية" فلمن نتركها ؟

الاجتهاد امر طبيعي و مطلوب في الحركة و لكن هل كل اجتهاد صائب ؟!.