محافظة القدس تحذر: الاحتلال يعزل 3 قرى شمال غرب المدينة ويصنفها "مناطق تماس" تمهيدا لضمها
في تطور ميداني وقانوني خطير، أصدرت محافظة القدس بيانا عاجلا اليوم الخميس، حذرت فيه من إجراءات جديدة ينفذها الاحتلال تستهدف ثلاث قرى فلسطينية تقع في المنطقة الحيوية شمال غرب المدينة.
وفقا للبيان، شرع الاحتلال فعليا في عزل هذه القرى، مصنفا إياها كـ 'مناطق تماس'، في خطوة وصفتها المحافظة بأنها تمهيد لضمها فعليا وتهجير سكانها قسريا.
تأتي هذه الخطوة لتشدد الخناق على 'ضواحي القدس' التي بقيت خارج جدار الفصل العنصري، وتضع سكانها أمام واقع إنساني وقانوني معقد، يهدد بـ 'سيناريو تهجير صامت' عبر جعل الحياة في هذه المناطق مستحيلة.
لم يأت بيان محافظة القدس من فراغ، بل هو يصف ذروة سياسة طويلة من العزل الممنهج.
القرى الواقعة شمال غرب القدس (مثل بدو، وبيت سوريك، وبيت دقو، وبيت عنان، وغيرها في تلك المنطقة) تجد نفسها منذ سنوات محاصرة بين جدار الفصل العنصري ومجموعة من المستوطنات الضخمة (مثل 'جفعات زئيف' و'هار أدار').
الإجراء الجديد المتمثل في 'تصنيفها كمناطق تماس' هو ليس مجرد إجراء إداري، بل هو تطبيق لواقع أمني يهدف إلى: الفصل المادي، السيطرة القانونية، والعزل الاقتصادي.
لفهم خطورة الإجراء، يجب تعريف مصطلح 'منطقة التماس' (Seam Zone). هذا هو الاسم الرسمي الذي يطلقه الاحتلال على الأراضي الفلسطينية التي تقع بين 'الخط الأخضر' (حدود عام 1967) وبين المسار المتعرج لجدار الفصل العنصري.
كيف تعمل هذه السياسة (دليل مبسط): العزل عن الضفة، نظام التصاريح، سجناء في منازلهم، فصل المزارع عن المزارعين.
يشير بيان محافظة القدس بوضوح إلى أن الهدف النهائي هو 'الضم والتهجير'.
هذا التحليل يتوافق مع تقارير حقوقية دولية تعتبر أن سياسة 'مناطق التماس' هي الأداة القانونية لتنفيذ 'تهجير قسري صامت'.
عندما تحرم العائلات من الوصول إلى المدارس والجامعات، المستشفيات والخدمات الصحية، أماكن العمل، والأراضي الزراعية، فإن البقاء في هذه القرى يصبح عبئا لا يطاق.
يدفع هذا الواقع السكان، وخاصة جيل الشباب، إلى الهجرة ومغادرة قراهم، وهو ما يحقق للاحتلال هدفه بتفريغ الأرض من سكانها الأصليين تمهيدا لضمها رسميا.
لا يمكن قراءة هذه الخطوة بمعزل عن المشروع الاستيطاني الأكبر المعروف بـ 'القدس الكبرى' أو 'القدس 2030'.
يهدف هذا المشروع إلى خلق واقع ديموغرافي وجغرافي يضمن أغلبية يهودية ساحقة في القدس ومحيطها.
إن تحذير محافظة القدس اليوم لا يتعلق فقط بثلاث قرى، بل هو تحذير من استكمال مرحلة حرجة من مراحل الضم الزاحف.





