واشنطن تطفئ النار ونتنياهو ينفخ في رمادها

بهاء رحال

أكتوبر 23, 2025 - 09:18
واشنطن تطفئ النار ونتنياهو ينفخ في رمادها

بهاء رحال

تحركات أمريكية حثيثة لتثبيت خطة ترامب التي يسعى نتنياهو لانهيارها أملًا منه في العودة إلى حرب الإبادة. الحرب التي لا يريد نتنياهو وقفها، بل يريد أن تستمر إلى ما لا نهاية، ولولا الضغط الأمريكي وقرار الرئيس ترامب لما توقفت، فحاجته إلى استمرارها ضرورة ملحّة ليبقى على رأس الحكومة محافظًا على ائتلافه مع بن غفير وسموتريتش. لهذا فإن التحركات الأمريكية والوسطاء لا تتوقف، بل إنها تتكثّف هذه الأيام، حيث سيصل نائب الرئيس ترامب في جولة سبقه إليها ويتكوف وكوشنير ورئيس المخابرات المصرية. وكل هذه التحركات تأتي لكي تمنع نتنياهو من اتخاذ أي خطوة من شأنها أن تفجّر الأوضاع ثانية وتنهار كل الجهود الدولية والعربية المبذولة في إطار إنهاء الحرب إلى غير رجعة والبدء بعمليات الإعمار وفكّ الحصار.
في هذه الأثناء، لا يزال الناس في غزة يترقّبون ما يمكن أن تحمله الأيام القادمة لهم، فهم لم يلمسوا شيئًا فعليًا على الأرض، سوى أن وتيرة القصف انخفضت، وانخفض معها عدد الشهداء والمصابين، لكنهم يعيشون ظروفًا صعبة في الخيام، ويحتاجون إلى الكثير من الأمن والأمان في ظلّ واقع صعب تركته حرب الإبادة، كما تركتهم في العراء تنهشهم الشمس الحارّة وتلسعهم وجعُ الذكريات لكل ما فقدوا وكل ما كانوا عليه. وفي الوقت ذاته يحتاجون إلى البدء الفوري بإعمار المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية والبيوت، وكل ما دمّرته آلة الحرب التي لم تُبقِ على شيء في غزة.
إنها الضرورة العاجلة التي تحتم البدء بتنفيذ كل المراحل، وألّا يبقى الأمر رهن نوايا نتنياهو المفضوحة، وهو الساعي لانهيار خطة ترامب وإفشالها ليعود مجددًا إلى الحرب.
نتنياهو يستطيع ذلك إذا ما تراجع الضغط الأمريكي الضامن للخطة، وإذا ما تراخى الرئيس ترامب في ضغوطه وخطواته، وهذا على ما يبدو ما فهمه ترامب من خلال مستشاريه والوسطاء، لذا نجده يرسل نائبه ثانية إلى المنطقة.
إن المأمول اليوم هو إفشال ما يخطط له نتنياهو، وهذا يتمثل في قدرة الأطراف على ترجمة الوعود إلى أفعال، وعدم التراخي في تطبيق الخطة، ووضع مصلحة الإنسان الفلسطيني في غزة أولًا، فغزة لم تعد تحتمل الانتظار لوقت أطول، وأي تراجع عن مسار وقف الإبادة لن يعني سوى المزيد من الألم والمعاناة لشعب أنهكته الحروب.