الكلاب تنهش أجسادنا

بهاء رحال

أكتوبر 27, 2025 - 18:45
الكلاب تنهش أجسادنا

لم تتوقف حرب الإبادة بعد توقيع خطة ترمب في شرم الشيخ، بل إنها متواصلة بمستويات مختلفة، فبالأمس استُشهد ١١ إنسانًا من عائلة شعبان بفعل القصف، وقبل أن تصل فرق الإسعاف إلى المكان كانت الكلاب قد نهشت جسدي طفلين من العائلة. خبرٌ مزلزل وصورةٌ صعبةٌ على النفس البشرية. الموت بالجملة لا يزال قائمًا، ولا تزال المقتلة تمحو عائلاتٍ بكامل أفرادها، والكلاب تنهش الأجساد بفعل عدم السماح لفرق الإنقاذ بالوصول إلى الأماكن المستهدفة إلا بعد ساعاتٍ طويلةٍ من التنسيق مع جيش الاحتلال الذي يتلذذ بمشاهد الموت الفظيع والنهش المريب.

الكثير من الأجساد طيلة أشهر الحرب خلال عامين، نهشتها الكلاب، كما أن الكثير من التقارير الدولية تتحدث عن سرقة الأعضاء من أجساد الشهداء، وبعض التقارير جاءت بعد أن قام الاحتلال بتسليم عددٍ من الجثامين التي وُجدت ناقصة الأعضاء الداخلية، وهذا يستدعي استدعاء المنظمات الدولية والصحة العالمية لكي تُضاف هذه الجرائم إلى سلسلة الجرائم التي لا حدود لدمويتها وبشاعتها، والتي ارتُكبت خلال العامين الماضيين.

إن واقع الحياة هذه الأيام في غزة لم يختلف كثيرًا بعد أن تم التوقيع على الاتفاق، فالموت والقتل متواصلان، والحصار يتراخى ويشتد، والناس على حالهم يعيشون الخوف والرعب والترقب، ولا يزالون في الخيام ومراكز الإيواء، ولسان حالهم يتساءل: إلى متى يبقى هذا الحال؟

كان المأمول أن توقف قمة شرم الشيخ الحرب، وألّا تبقى يد القتل مشرعة، وأن تكون الخطوات عاجلة تجاه وقف سيل الدم، وألّا يحدث هذا التلكؤ في تنفيذ الاتفاق، وأن يكون ملزمًا لا هشًّا يحتمل التهديد بعودة الحرب والحصار. لم تضع الحرب أوزارها طالما هناك قتلٌ وقصف، وطالما جثث الأطفال عرضةٌ لنهش الكلاب، ولم يتغير الحال طالما لم تبدأ عمليات الإعمار وإنهاء الحصار. وأمام هذا فإن المطلوب هو تحركٌ عاجلٌ من الدول التي رعت الاتفاق والعمل على الإسراع في تنفيذ المراحل، وألّا يبقى الأمر رهينةً بيد الاحتلال