الشعب يريد الحل: فلم يعد قادرا على عد الصواريخ قبل أن يموت

أبو شريف رباح

أكتوبر 2, 2025 - 08:55
الشعب يريد الحل: فلم يعد قادرا على عد الصواريخ قبل أن يموت

الشعب يريد الحل: فلم يعد قادرا على عد الصواريخ قبل أن يموت

أبو شريف رباح
2\10\2025

ما اكتبه ليس يأسا ولا انهزاما، في غزة حيث تختلط رائحة البارود بدموع الأطفال ويتسابق الموت مع الوقت يعيش شعب أنهكته الحرب حتى العظم، هناك في غزة لم يعد الناس يحصون أيامهم كما يفعل باقي البشر بل صاروا يعدون الصواريخ قبل أن تسقط فوق رؤوسهم، في غزة فقد الناس بيوتهم وأحلامهم، يرون أبناءهم يموتون جوعا وعطشا أمام أعينهم ولا يملكون سوى الدعاء والصبر وبعض من الأمل.

عامان من القصف المتواصل والتدمير الممنهج والتهجير القسري، عامان من النزوح من خيمة إلى خيمة ومن موت إلى موت،هناك في غزة شعب كان يحلم بوطن آمن فإذا به اليوم يحلم بليلة بلا موت وبنفس بلا دخان وبجرعة ماء لا يعكرها دوي انفجار.

غزة اليوم أصبحت عنوانا للأخبار وشهداؤها غدوا مجرد أرقام في نشرات المساء، غزة اليوم جرح مفتوح ينزف على مرأى العالم، هناك في غزة أم تدفن أبناءها، وطفل ينام على الرمال بعدما تحولت خيمته إلى رماد، غزة أصبحت وجع فوق وجع، ودمار يخبئ تحته أجساد بلا حياة وأطفال يصرخون من الجوع والحرمان وعجائز تنهمر دموعهم في صمت ورغم كل ذلك العالم يتفرج والمفاوضات تتعثر.

لهذا أكتب اليوم بإسم هؤلاء المنكوبين بإسم من فقدوا كل شيء حتى حقهم في الحياة، أسرعوا في إيجاد الحلول قبل أن تنهي الطائرات الحربية إفنائهم، الشعب في غزة يريد الحل قبل أن يمحى من الوجود قبل أن يتحول إلى مجرد ذكرى على شاشات التلفاز أو رقما في تقارير المنظمات الدولية.

في كل بيت دمعة وألم وفي كل خيمة غضب ومعاناة، لم يعد في غزة قلب ينبض بالحياة ولا طفل يحلم بالمستقبل ولا أم قادرة على زرع الأمل في صدر أبنائها، هذه ليست كلمات يأس بل صرخة شعب يأبى أن يموت إلا واقفا كالأشجار ويؤمن أن النصر يولد من رحم المعانا.