سيد الصابرين

عيسى دياب

سبتمبر 24, 2025 - 08:21
سيد الصابرين

سيد الصابرين

في قصة نبينا ذو الكفل الرائعة التي عند قراءتها يتلمس الإنسان إستكباره فتصغر عظمة ذاته في نفسه، ويبحث فيما بعد كيف يمارس كفالةَ ويقين وصبر النبي ذول الكفل ولكننا لسنا بأنبياء! نحن نخطئ ونصيب، وما محاولة التمثل في شخوص الأنبياء إلا بذرة طيبة في نفس تسبح في ملكوت الله لتكون صالحة مرضية،  لأن في قصص الأنبياء تعلم وتدبير.

النبي الكريم ذو الكفل الذي يقال أن إسمه كان بشر او حزقايل ويعود بعض المؤرخين في نسبه للنبي أيوب "الصبور"، سمي ذو الكفل لأنه كفل أن يقوم بالعبادات وأن يخدم الناس وأن يكون صابراً دائماً أبداً على قومه وهو أوفى بكل ما تكفل به حتى أن الشيطان تمثل كبشري له وأخذ يشتمه ويثقل عليه في طريق عودته إلى داره وما إن شارف النبي ذو الكفل على دخول قريته إستدار فقال للشتام إذا ما بقى فيك شيئا علي فأفرغه لإني أخشى أن يفرغ عليك أهل قريتي فيؤذوك!! من كثرة إحترامهم وإجلالهم له.

الصبر! لأن ذو الكفل نبي يعرف بشائر الصبر وجزاءه عند الله رب العالمين، وهكذا هو حال بعض الناس في هذه الدنيا، فأنت تعرف لماذا إتخذت قراراً ظاهره لأهلك أنك متخاذل وضعيف ولأنك تعرف أبعاد قرارك في حقيقة الحساب بمعنى الربح والخسارة، أنت تصبر على أهلك وحديثهم وتقليلهم من قدرك لأن ما تراه انت لا يرونه هم، انت تتدارك الخسارة التي ستلتهم أهلك قبلك وتبني أحلامهم! لكنهم لا يعرفون! هذا قدرهم وهذا قدرك! فالصبر طاقة كبيرة جداً وعظيمة قدرٍ عند الله سبحانه، وقالوا عن خاتم النبيين والمرسلين ذا الخلق العظيم أنك مجنون - ساحر - مسحور - كذاب وهو يحاول أن ينقذهم من عذاب الويلات في الأخرة، فأنظر ماذا يرون وانت ما ترى.
عيسى دياب