أبو مازن اليوم أمة في رجل

سعدات عمر

سبتمبر 23, 2025 - 16:45
أبو مازن اليوم أمة في رجل

أبو مازن اليوم أمة في رجل
             سعدات عمر
ليس وحده نتنياهو يُجيد اللعب، وبذهابنا الى منطق النظر إلى الرئيس أبو مازن من على منبر الأمم المتحدة نرى فيه الوجه الأول والأساسي لهذا الدور. الدور الذي يقوم في صيانة وتعزيز وتطوير الوحدة الوطنية الفلسطينية بالدفاع عنها من جهة وبخلقها الدائم المتجدد للوصول إلى الدولة الفلسطينية العتيدة المستقلة من جهة أخرى. أما الوجه الأساسي الآخر فهو قيام هذه العملية على تماس وتفاعل مع النضال الوطني الفلسطيني على جميع الصُعُد الذي يخوضه شعبنا الفلسطيني بقيادته الشرعية وفي مقدمتها الرئيس أبو مازن ومع ما يطرحه ويواجهه هذا النضال من قضايانا العادلة في إتجاهٍ دعمها ومدها بالزاد الروحي الثوري الذي تحتاجه كما السلاح والذخيرة والتصدي لآفة الإنقسام التي تنمو على حساب التوجه الوطني والفكري والثقافي، وهذا درس أخلاقي كي يتحرر شعبنا الفلسطيني من الذين يُتقنون فنون الخداع والاحتيال ويعتمدونه أساساً في تنفيذ مآربهم على الغدر والخيانة وتجسيد كل ما هو قبيح ولا أخلاقي وتبعث على الكره والحقد وتسبب الألم والحزن وتوقع الخراب والدمار النفسي والمادي. إن فلسطين اليوم ومن على منبر الأمم المتحدة تُمثل العالم برمته في النضال الفلسطيني بشموليته وهذا يُقرٍّب المسافة بين الخصوصية والدولة لكن الاقتراب الفعلي لا يتحقق إلا من خلال التقاط جوهر وتفاصيل تشتت الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة والمنافي وتجربته في شروط التاريخ المتباينة فقد كُتب الكثير عن فلسطين كقضية قائمة بحد ذاتها وعن الآلام وعن الآمال بحد ذاتها كأشياء منفصلة كوقائع فلسطينية محضة حتى شوهدت فلسطين رمزاً إنسانياً مُتكاملاً لا توجد تجربة في العالم غير متمثلة في المأساة الفلسطينية. إن الأعراف الفلسطينية لم تكن لتظهر بإرادة الأفراد المأجورين لأجندات إقليمية ودولية بل ظهرت بحكم العملية الطبيعية الثورية التاريخية لنضال أبو عمار و أبو مازن لتلاحم الجماهير الفلسطينية في الأخلاق والوحدة الوطنية الفلسطينية التي تكمن في الصلات التي لا تنفصم عراها لعادات شعبنا الفلسطيني وتقاليده بالمفاهيم الأخلاقية والدينية وعلى هذا الأساس إن الحق الفلسطيني لا ينفصل عن المجتمع الفلسطيني وهو يُؤمن الشروط الضرورية بوجود هذا المجتمع الفاعل المتماسك بالوحدة الفلسطينية الكاملة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وسلطتها الوطنية الفلسطينية إجمالاً ولوجود مختلف أفراد شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات بصورة مستقلة عن انتماءاتهم السياسية والأيديولوجية ولكن الحق الموروث يؤدي رسالته الإجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية بعيدا عن /الفتاوى/ عاكساً أصول الحياة الحرة الكريمة في قيادة شعبنا الفلسطيني المصورة بصورة م.ت.ف. وسلطتها الوطنية الفلسطينية الموحدة، وهكذا يتلخص جوهر الحق الفلسطيني في كونه يبرز كضابط إداري إلزامي على الجميع للحياة والقفز فوق ظروف القتل والترهيب والاغتيال والدمار والفلتان الأمني وظاهرة الإنقسام المُتعمدة من جديد للوصول بالقضية والحقوق الشرعية الفلسطينية إلى بر الأمان والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.