حقائق تاريخية
بلال حمدان

حقائق تاريخية
- 4 -
- كتب: بلال حمدان
في حرب الإبادة والتدمير الشامل لقطاع غزة كي يحقق الصهاينة أحد أهم أهدافهم بمنع أي تواصل وترابط جغرافي بين شقي الدولة الفلسطينية قطاع غزة (المحافظات الجنوبية) والضفة الفلسطينية (المحافظات الشمالية).
رغم أن جماعة الاخوان المسلمين قد حققوا هذا الهدف (سياسيا) مبكرا بانقلابهم الدموي وإخراج قطاع غزة أرضا من السيادة الفلسطينية فيما يسعى الصهاينة جاهدين وبالنار والحديد لإخراج الغزيين من السيادة الفلسطينية ولم يخفي الصهاينة أهدافهم وأعلنها نتن ياهو مرارا رفضه لأي تواجد للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية في قطاع غزة مطلقا .
وقدم وصفه الأكثر تحريضا لأوروبا بتصريحه (لن نسمح بوجود لا فتح ستان ولا حماس ستان في غزة)
مذكرا أوروبا التي لا تنسى خطر الفتوحات الإسلامية التي تركت لهم كثيرا من البلدان التي ارعبتهم طويلا والتي ينتهي اسمها ب (ستان)
بل قالها بوضوح مطلق ما يسمى وزير الامن لديهم (بن غفير) تدمير السلطة الفلسطينية يجب ان يكون الرد أوهام الإرهابي أبو مازن بإقامة دولة فلسطينية
وهنا يطرح السؤال: هل يوجد كيان فلسطيني مقبول للصهاينة ؟؟؟؟
فمن وقعوا بالوساطة الأوروبية (اعلان المبادئ -اوسلو) ومن وقعوا بالوساطة القطرية والمصرية (التفاهمات)وتلقوا ملايين الدولارات القطرية شهريا وبواسطة الصهاينة أنفسهم مازال الطرفان بنظر الصهاينة مجرد ارهابين يجب القضاء عليهم ومازال شعارهم الابدي فعال (ان الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت) فعلى ماذا يختلف الطرفان ؟؟؟؟
أدرك الاوربيين وحلفاءهم مبكرا ان مشروحهم بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بعيد المنال وكل الدعايات المستندة لتوراة الصهاينة المزيفة عن ارض بلا شعب لشعب بلا ارض. وارض الميعاد وشعب الله المختار كلها فاشله واسقطها الفدائي الفلسطيني بتضحياته وبندقيته من جهة وأكمل مشروع الافشال بهجوم السلام الذي قاده بامتياز الشهيد القائد أبو عمار ورفاقه وبوعي سياسي وإصرار ومنطق واعي غير قابل للتأويل ظهر كامتداد لوعي مبكر لمفتي القدس الحاج امين الحسيني الذي أعلن قيام دولة فلسطينية سنة اول1948 وشكل اول حكومة فلسطينية بالتاريخ
ان قبول منظمة التحرير بكيان إسرائيلي على الجزء المحتل من فلسطين التاريخية عام 1948 قد منحهم فرصه لإقامة دولة فلسطينية على باقي الأراضي الفلسطينية وكا نص القرار الاممي رقم 181 لسنة 1947 ورغم ان القرار اممي وقيام الدولة الفلسطينية جاء متزامنا بعلان قيام دولة إسرائيلي ومكمل لنفس القرار الا ان الامريكان اليوم مازالوا يماطلوا بل يبدعوا بالمماطلة وفرض شروط جديدة للقبول بالدولة الفلسطينية خلاصتها ان تعلن الدولة بالتفاوض والقبول الإسرائيلي غير المقتنع أصلا بكيان على فلسطين التاريخية بل مازالوا يريدون مشروعهم المستند للوهم والملخص بشعار (من الفرات الى النيل حدود إسرائيل ) هذا المشروع الشعار المدعوم من حليفهم الابدي أمريكا
حيث لم يجد الأوربيين أي غضاضة بقبول الطرح الصهيوني وتباعيتهم للأمريكي خاصة ان الموقف الفلسطيني لم يمتلك اليات قوية داعمة فعليا غير حديث اللسان العربي غير المسموع باعتباره خافت وغير جدي الا بوسائل الاعلام
في سبتمبر 2023 وقف نتنياهو في الأمم المتحدة متسلحا باتفاقيات مع أربع دول عربية تحت مسمى (الاتفاقيات الابراهيمية) وكانت الأربعة مختارة بعناية لتخدم مشروع الصهيوني في الخليج العربي ومضيق هرمز وفي البحر الأحمر أقرب لباب المندب ومضيق جبل طارق ليعلن عن بدا تشغيل خط الحرير الجديد بحرا من شرق اسيا وجنوبها الى الامارات العربية والبحرين ثم برا حتى ميناء حيفا وعبر البحر المتوسط الى أوروبا وعبر مضيق جبل طارق المغربي الى الأطلسي والولايات المتحدة
صفق الاوربيون طويلا للمشروع وصفق الاسيويون وكذلك صفق العرب والمسلمون ووحده كان الفلسطيني مطرق الراس متسائلا ماذا يجري ؟؟؟
وحده الرئيس الفلسطيني (دكتوراه بالتاريخ) كان يدرك ابعاد المشروع وان اليات افشاله تبدأ من أوروبا بعج ان فقد الامل بالفريق الفلسطيني الاخر الذي يشكل قطبا مع حركة فتح ويقتسمان الأرض والحكم مشتتا الجهود الفلسطينية من مواجهة العدو المتربص بالكل الفلسطيني للصراعات الداخلية مقدمون قضايا الفوارق الدينية والدينوية والاجتماعية والثقافية بين فئات الشعب على الصراع الأساسي الوجودي بين ان تكون او لا تكون.