البصيرة والعين..
عيسى دياب
البصيرة والعين..
الخلاف في المنطقة ديني - شخصي، فمثلاً عيسى لم يجد له مكانةً بمكانة الأستاذ الكاتب محمد ابو رحمة، وعيسى لديه بضع أتباع، فإختار الطريق الأسهل والأقصر من التعلم والإستمرار الدؤوب قصد النجاح بالإنقلاب على شيء من المجمع عليه لإختراق مكانة له وتبعه المئات ممن يبحثون عن مكانة على مر السنين فتبنوا عيسى وأضافوا إلى معتقده فأصبحت أطماع عيسى الشخصية رسالة يؤمن بها الالاف! وذلك ليس حصراً فيما بين المسلمين! مارتن لوثر إستحدث البروتستانتية ديناً وشريعة على الكاثوليكية!!! كما إستحدث من قبلهم الكثير من طالبي المقام ولو على خراب البشرية.
العين ترى السد أما البصيرة هي إختراق في السد الضخم للمورثات التي تحتمل الكثير من الأخطاء المميتة على صعيد الإعتقاد والإجتماع.
منذ أكثر من سنة وبعد الحديث عن قيادة المملكة العربية السعودية لحلف دولي لإقامة الدولة الفلسطينية أشرنا في مقال أنه يتوجب على حركة حماس الخروج من العباءة الإيرانية إلى الشرعية الفلسطينية " القرار الفلسطيني المستقل" متوجهين إلى مرتكز العالم الإسلامي الذي لم يتخلى يوماً عن القضية الفلسطينية والإلتحام بها بوحدة مصير أمام المجتمع الدولي وهذا كان ليحد من كثير مما عاشه ويعيشه أبناء شعبنا في غزة من إبادة موصوفة.
الواقع دائماً يحكم الناس في أمرهم، الواقع يتطلب تراجعاً خطوة للخلف والجنوح نحو سلام يحفظ المكتسبات والدماء ويبني شيء من مستقبل تأخرنا في ركبه أكثر من ٧٦ عاماً لنكون عبثاً في جعبة الطامعين حديثي السياسة وفاقدي البصيرة، إن الصبر درجة عليا في المؤمن والصبر هو مفتاح البصيرة.
إذا ما خضنا في طلب نعيم قاسم بفتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية سنجد أن الحق لامع في الأفق يرى فمنا من تسعده رؤيته ويسعى للحفاظ على تألقه ليتمتع بوجوده دائماً ومنا من يريد إسقاطه إلى الأرض التي تلوث فيها الأدميّ!
في الأصل لم يكن مجدياً لا دينا ولا شرعاً ولا إنسانياً أن ينقسم المسلمون كاسلافنا وبخاصة نحن، فكتاب الله بين أيدينا وهو الحكم للذين أمنوا، نتذكر أننا أمةً وسطا بين الأمم فلماذا لم نتوسط فيما بيننا لحماية أنفسنا وديننا وأمتنا من هذا الضياع القاتل إذا ما أسقط الله الحجة عنا بأنهم أمة قد خلت لهم ما كسبوا ولكم ما كسبتم، وهل يعتقد الإنسان أن لإنسان عصمة مهما على شأنه! سبحانه وحده الحكيم العليم، لا يضل ربي ولا ينسى.
لا يجب على الناس من الأمة إستصغار العائد من الخطأ، فإذا ما تتدارك هذا الحزب خطأه في مرحلة ما وتعمد إصلاح الخطأ فعلينا إستقباله ومجالسته ومفاتحته حتى يتبين للجميع الحق الذي يبني أعمدة مستقبل أطفال هذه الأمة عسى أن يخرج من أصلابنا من يدعوا إلى الله.
من غير المقبول مهاجمته ونبذه لتأجيل حرب إلى مستقبل أبناءنا يلعنونا عليه كما نلعن أسلافنا.
عيسى دياب





