اعتماد العدوان على قطر .. ما بعده ليس كما قبله

حمدي فراج

سبتمبر 16, 2025 - 09:32
اعتماد العدوان على قطر .. ما بعده ليس كما قبله

حمدي فراج

قمة عربية إسلامية موحدة طارئة سريعة واعدة مبشرة، حتى ان البعض طرح تشكيل حلف عسكري موحد، على غرار النيتو. ولكن ما الذي يضمن انها لن تكون نسخة عن ثلاث قمم عقدت خلال السنتين الاخيرتين للوقوف الى جانب غزة ووقف إبادتها، بل نسخة عن ثلاثين قمة عقدت للوقوف إلى جانب فلسطين وشعبها وتخليصهما من البراثن التي تحتله على مدار ستين سنة. 

 قد يقول قائل ممالئ ومخاتل، أن الجريمة الأخيرة، تختلف عن كل الجرائم الأخرى. الأمر هنا لا يتعلق بالدولة المسالمة والوسيطة، بل بالدولة الديمقراطية الحضارية السلامية التي انتقلت "فجأة" الى دولة إبادة جماعية وتطهير عرقي وقتل الصغار قبل الكبار ومجاعة ممنهجة وشركة تكايا إنسانية مسلحة قتلت آلاف الجائعين الهاجمين بطناجرهم، ثم أخيرا قصف عشرات الأبراج العالية، وكل هذا يتم بالبث المباشر، فيراه الناس كل الناس، بمن في ذلك أصحاب القمة العربية والإسلامية.

   هذه الدولة الديمقراطية الإبادية التطهيرية العرقية العنصرية، والتي وصفها كل أعضاء مجلس الأمن بصفات سلبية غير مغالية، هي التي ظهرت على حقيقتها، ولكن الذي فعلته بقصفها قطر، يكاد لا يقارن بما فعلته في غزة ولبنان وإيران وسوريا واليمن، وأظن ان كل من يتابع يستطيع التنبؤ بأن قطر مستعدة لغض طرفها عن ضربتها والتنازل عن حقها في الرد مقابل وقف إبادة غزة، بل ان بعض دهاليز القمة قالت الشيء ذاته عن جميع المؤتمرين عربا ومسلمين، ولهذا جاء روبيو الى المنطقة ساعات قليلة قبل القمة للوصول الى شيء من هذا القبيل، او لاستكمال مسلسل الخداع القديم. 

   والشيء بالشيء يذكر عن الضفة والقدس وعشرات آلاف الأسرى الذين يخرجون أشباحا أشباه آدميين، يتفلت عليهم وزير الأمن الداخلي، وعلى ما تبقى من الأرض، يتفلت عليها وزير المالية رئيس الإدارة المدنية، يسحبها من تحت أقدام أصحابها بالمفرق والجملة، يسخى سخاء مفرطا في بناء آلاف الوحدات الاستيطانية بالتزامن مع مصادرة أموال الفلسطينيين.

  حتى نقول إن هذه القمة مختلفة، عليها ان تتحلل من أمريكا ترامب الذي قال إن إسرائيل صغيرة كرأس هذا القلم على هذه الطاولة، ولكي يكون ذلك ممكنا، عليها ان تطلق يد شعوبها في حرية التعبير عن الرأي والتظاهر والاعتصام والمقاطعة. وحتى نقول مختلفة، عليها ان تعتمد يوم الاعتداء على قطر ما بعده ليس كما كل قبله على الإطلاق، وأن الأموال التي تأخذها أمريكا لحمايتنا من البعبع النووي عاجزة ان تهزم حركة مقاومة صغيرة سنتين قمريتين، فتمادت لتقصف عمقا عربيا خليجيا مسالما وشريفا ومأمونا ومعهودا في التوسط لإنهاء الحروب. لقد جفت مآقي شعوبكم حزنا على غزة وأطفال غزة وقلة حيلتهم المستمدة من قلة حيلتكم وجفاف عزتكم، بقيت ألسنتها تخرجها للتهكم والسخرية وأشياء أخرى كثيرة.