أوقفوا الحرب على غزة… فإنها في الرمق الأخير

أبو شريف رباح

سبتمبر 14, 2025 - 07:53
أوقفوا الحرب على غزة… فإنها في الرمق الأخير

أوقفوا الحرب على غزة… فإنها في الرمق الأخير

أبو شريف رباح 
14\9\2025

غزة تنزف في صمت العالم وتقاوم ما تبقى لها من رمق تحت نار حرب لا ترحم صغيرا ولا كبيرا، لحظات ثقيلة تعيشها المدينة هذه الليلة تحت قصف مميت وعدوان غير مسبوق، فبعد تحذيرات جيش الاحتلال للأهالي بالتوجه إلى منطقة المواصي في خانيونس انطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية لتقصف كافة أنحاء المدينة وبشكل عشوائي وعنيف دون أي تمييز بين مدني وعسكري.

وأسراب المقاتلات لا تفارق أجواء القطاع وتقوم بتنفيذ غارات متلاحقة على المدينة فيما تواصل القوات البرية الإسرائيلية استخدام أساليب تدميرية غير مسبوقة بينها روبوتات عسكرية محملة بأكثر من نصف طن من المواد شديدة الانفجار تعادل قوة انفجارها نصف قنبلة هيروشيما وتعادل "أم القنابل" الأميركية إلى جانب القصف المدفعي المتواصل والمسيرات الانتحارية.

في غزة لا تحصى الجراح بعدد، فمئات الجثامين تملأ الشوارع والازقة وآلاف الجرحى والمفقودين ينتظرون النجدة، فيما يحاصر الجوع من بقي حيا ويلاحق التشريد والنزوح عشرات الآلاف من العائلات، ومشاهد الأطفال الباحثين عن كسرة خبز والأمهات يبحثن عن أبناءهن تحت الركام والآباء الذين لا يجدون مأوى يحمي أسرهم من الموت هي أصدق شهادة على وحشية هذه الحرب.

ألا يكفي كل هذا كي يهتز ضمير العالم، ألم يحن الوقت ليتحرك المجتمع الدولي لوقف جنون بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة وحيشهم المجرم الذي يقتل بلا رحمة ويجوع بلا وازع ويشرد الأبرياء في مشهد يعيد إنتاج النكبة الفلسطينية، ألا يستحق نتنياهو وقادة جيشه أن يحاسبوا على جرائم حربهم التي ارتكبونها بأسلحة محرمة دوليا وصواريخ يتردد صدى انفجاراتها في الدول العربية المجاورة؟

لقد آن الأوان أن يقف العالم وقفة جادة وحقيقية أمام الإبادة الجماعية وأن يضع حدا لهذا الجنون الإسرائيلي المستمر وأن يحاسب القتلة على جرائمهم بحق الإنسانية فأهل غزة لا يطلبون المستحيل بل يردون العيش بسلام وأمان، واليوم غزة تناشد الضمير الإنساني قبل أي شيء وتصرخ أوقفوا الحرب … فإنا في الرمق الأخير ...