الانضباط شرط السعادة والانجاز

الانضباط شرط السعادة والانجاز
(الملخص: تبدأ سعادة الفرد عندما يكون له هدف ومعايير يلتزم بها، ويعمل على تحقيقها، والحرية تبدأ عندما تتحكم بانتباهك. والانضباط للمعايير والانتباه ليس موهبة، بل عادة تبنى بالإرادة، وبقانون التراكم).
قانون التراكم حيادي وهو يعمل ضمن قانون السبب والنتيجة. قانون السبب والنتيجة وقانون التراكم هما مفهومان مرتبطان، ولكنهما يصفان جوانب مختلفة من العلاقة بين الأحداث.
قانون السبب والنتيجة يركز على أن كل نتيجة لها سبب، وأن هناك علاقة مباشرة بين الفعل ونتائجه. أما قانون التراكم، فيشير إلى أن الأحداث الصغيرة والمتكررة، تتجمع لتشكل تأثيرا كبيرا بمرور الوقت.
اما الانضباط فهو: الالتزام بالمعايير، بدون معايير لا يوجد ما نلتزم به، وبدون التزام تصبح المعايير بلا قيمة.
ويسمى الانضباط وفقا للمعايير الذي تحدد للالتزام بها. يسمى الانضباط الاجتماعي لان معاييره اجتماعية، ويسمى الانضباط التعليمي او الدراسي لان معاييره تضعها المؤسسات التعليمية، ويسمى الانضباط الموضوعي لان معاييره تضعها مؤسسات الدولة.
اما الانضباط الذاتي فان معاييره يضعها الفرد على ذاته.
والمعايير في كل أنواع الانضباط، اما اهداف، او ضبط السلوك الفردي، او السلوك الجماعي.
والانتباه هو التركيز، واستمرار التركيز، على المعايير التي تلتزم بها.
والانضباط الذاتي اهم أنواع الانضباط، لأنه يعبر عن شخصية فرد تتصف بالجدية والمصداقية. اليقظة جوهر الجدية والمصداقية. اليقظة عي انتباه متعمد من الفرد لما يدور داخله، وما يدور حوله.
والانضباط الذاتي أساس لتحسين واستمرار تحسين جودة الحياة والعمل، والعمل جزء من الحياة.
وجودة ونوعية الحياة والعمل للفرد والجماعة في أربعة محاور:
الصحة الجسدية، الصحة العقلية، الصحة الروحية والنفسية، وصحة العلاقات.
بناء الانضباط الذاتي يأتي من خلال قانون التراكم، على مهل وبخطوات صغيرة متتالية بدون توقف. بدون توقف حتى اخر نفس.
يمكن ان تساعد الاقتراحات التالية بناء عادة الانضباط الذاتي لدى الراغبين في حياة أكثر جودة وفاعلية.
1- التحفيز لا يأتي من فراغ. بل من معرفة لماذا تفعل ما تفعل؟
اسال نفسك، لماذا تريد ان تنضبط؟ ابحث عن سببك، واجعله حاضرا في كل لحظة، فهو الوقود والدافع الحقيقي.
اكتب سببك في جملة واضحة، واحفظها جيدا، وابحث عن طريقة لتبقى حاضرة امامك، مثل تنبيه على الهاتف، او ورقة على الحائط المناسب.
2- حدد اهدافك بوضوح.
بدون اهداف لا يوجد ما نلتزم به. وبدون التزام لا قيمة للهداف.
3- خطة واضحة، تعني طريق واضح. قسم اهدافك الى خطوات صغيرة، وكل خطوة تنجزها ستكون حافزا للخطوة التي تليها.
4- ابدأ بخطوة ولا تنظر الكمال او المثالية. ترجل من راسك وابدأ العمل. وتذكر ان الانضباط لا يعني ان تكون قويا دائما، او طوال الوقت، بل تعود في كل مرة تتراجع فيها الى الانضباط، ولا تتحجج بالجاهزية، وتبدأ باختلاق الاعذار، وتقول: سأبدأ عندما أكون جاهزا. الجاهزية تأتي من البداية نفسها.
5- تخلص من الاعذار وابدا الان، ولا تنظر للغد. الغد وهم يسرق احلامنا ووقتنا دون ان نشعر.
6- راقب افكارك، التهاون يبدأ من فكرة صغيرة، ثم يتراكم، حتى تصبح قعيدا عن العمل.
7- بناء عادات.
بناء عادات إيجابية وصحيحة مهم. والاهم هو الانضباط لهذه العادات. الانضباط للعادات اليومية المنظمة تساعدك على تحقيق اهدافك بسهولة. مع الوقت تصبح المهام الصعبة جزء من عاداتك الطبيعية.
يساعدك وضع جدول زمني يتضمن المهام الأساسية والالتزام به، ليس فقط في انجاز المهام، بل في بناء عادة الإنجاز في الوقت المحدد.
من المهم الانتباه ان أحد اركان النجاح، هو العادات الإيجابية، والالتزام بها، وليس الإرادة فقط. لان الإرادة مثل العضلة يمكن ان ترهق، ونحن بحاجة للإرادة لبناء عادات، والعادات هي من اركان النجاح. ونحن نحتاج الإرادة للتغلب على مسببات الإحباط التي قد تؤثر على العادات، فنعود بقوة الإرادة، للعادة.
8- قدر انجازاتك الصغيرة.
كل انجاز صغير يعمل ضمن قانون التراكم، تتراكم الإنجازات، والإنجازات متناهية الصغير لتظهر بعد حين إنجازا كبيرا. قدر الإنجازات الصغيرة لأنها تثبت ان وجهتك نحو الهدف صحيحة.
قدر الإنجازات الصغيرة، لأنها تظهر المسافة خط البداية ومكانك الان.
9- نظم وقتك. الوقت ليس كثيرا كما يعتقد البعض، بل هو كاف إذا كنت يقظا، اعمل بتركيز، استرح، اعمل، وهكذا.
10- التوازن مفتاح الاستمرارية. اعمل بتركيز، استرح، تناول طعامك، تحرك، خذ قسطا من الراحة، استمر بالتواصل مع اصدقائك ومجتمعك، واعطي عائلتك أكبر اهتماماتك.
11- قلل المشتتات. المشتتات تسرق الوقت والطاقة.
الحرية تبدأ عندما تتحكم بانتباهك. الاهتمام انتباه كامن، والانتباه اهتمام كامن.
12- ثابر حتى تحقيق الهدف. كن صبورا، واستمر، ولا تتوقع نتائج فورية، الانضباط يأتي بمرور الوقت، إذا أخفقت يوما، لا تستسلم، بل عد الى الطريق الصحيح. تذكر ان السقطة لا يجب ان توقفك عن السباق.
والتقدم ليس خطا مستقيما، بل مسار فيه التواءات ومنعطفات، واخفاقات ونجاحات. ومن سار على الدرب وصل.
13- الانضباط ليس موهبة، بل عادة تبنى بالإرادة، ومع الأيام. استمر وسترى الفرق. لا يحتاج الفرد لان يكون عبقريا لينجح. تحتاج الى الالتزام، والصدق مع الذات، وتعود الى الانضباط في كل مرة تسقط فيها، استمر لا تستهن بخطوة اليوم، لأنها قد تغير كل مستقبلك
14- اسعد الناس.
اسعد الناس: أكثرهم خدمة للناس.
اسعد الناس: أكثرهم فعالية في بيئة العمل.
اسعد الناس: اقلهم مرضا.
اسعد الناس: اطولهم عمرا.
اسعد الناس: أكثرهم تفاؤلا.
اسعد الناس: أكثرهم احتراما للناس.
اسعد الناس: أكثرهم عفوا عن الناس.
15- كيف تكون من اسعد الناس؟
الانضباط واليقظة تقود تصرفاتهم.
الإيمان والتصرفات المعبرة عنه.
الامتنان لما نملكه.
عضو فعال في عائلة متماسكة متحابة متضامنة.
لديهم أصدقاء حقيقيين
يأخذون عملهم على محمل الجد.
الجدية والمصداقية قواعد أساسية في حياتهم.
وأخيرا:
بدون انضباط ذاتي، حياة الفرد فوضى، مثل ريشة تحركها اقل نسمة هواء.
بدون انضباط ذاتي انت بلا وجهة وهدف.
بدون انضباط ذاتي انت لا تعرف معنى السعادة.