إسرائيل واستهداف الكلمة والإنسان منذ النكبة وحتى اليوم

إسرائيل واستهداف الكلمة والإنسان منذ النكبة وحتى اليوم
أبو شريف رباح
25/8/2025
لم يكن غريبا على الاحتلال الإسرائيلي أن يستهدف الكلمة والصورة والطواقم الطبية الفلسطينية فمنذ النكبة عام 1948 والعصابات الصهيونية ومن بعدها جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية تمارس سياسة ممنهجة تقوم على اغتيال الصحفيين والمصورين والمراسلين، إلى جانب استهداف الأطباء ورجال الإسعاف والدفاع المدني والهلال الأحمر والأكاديميين والنخب الثقافية.
وبحسب الإحصاءات فقد ارتقى 1411 شهيدا من الطواقم الطبية والإسعافية حتى اليوم بينهم 139 شهيدا منذ السابع من أكتوبر 2023، كما ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين إلى 245 شهيدا بعد استشهاد خمسة صحفيين اليوم، ولم يسلم موظفو المؤسسات الدولية من آلة القتل الإسرائيلية حيث قتلت قوات الاحتلال أكثر من 203 موظفين من وكالة "الأونروا"، إلى جانب استشهاد نحو 193 أكاديميًا وأستاذا جامعيا في قطاع غزة.
ولا يتوقف الأمر عند استهداف الأفراد بل يمتد إلى تدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية والطبية ومركبات الإسعاف والدفاع المدني ومستودعات المنظمات الإنسانية في سياسة واضحة تهدف إلى طمس الأدلة التي توثق جرائم الاحتلال بما يرقى إلى جرائم حرب وتطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس.
منذ السابع من أكتوبر 2023، يواجه شعبنا في قطاع غزة حرب إبادة جماعية وتدميرا ممنهجا تلتها حرب التجويع التي لم توفر بشرا ولا شجرا ولا حجرا حتى الأجنة في أرحام أمهاتهم لم تسلم من القصف والقتل الإسرائيلي كل ذلك يحدث في ظل صمت عربي وإسلامي مريب وتخاذل دولي يعكس عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن اتخاذ قرار بوقف المذبحة وإعادة الحقوق لأصحابها.
في ظل هذا الواقع المأساوي لم يعد كافيا أن يكتفي الاتحاد الأوروبي أو المنظمات الدولية بالتعبير عن الصدمة أو الغضب فالمطلوب والمهم اليوم تحرك ودعم فعلي من دول العالم والمنظمات الإنسانية للدعوى التي أقامتها دولة جنوب أفريقيا والدول المساندة لها، لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين وملاحقة الاحتلال على جرائمه التي تمثل انتهاكا صارخا لاتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعلى المؤسسات الإعلامية الدولية التحرك العاجل عبر رابطة الصحفيين الأجانب والمؤسسات الإعلامية العربية والعالمية لكشف وفضح الجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين والطواقم الطبية والدفاع المدني.
إن ما يجري في فلسطين ليس مجرد حرب عابرة بل جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان هدفها كسر إرادة شعبنا ومحو روايته وإسكات الكلمة الحرة التي تفضح الاحتلال أمام العالم، إن الواجب الأخلاقي والقانوني يفرض على المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي التحرّك العاجل لوقف هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية.