*رسالة أهالي غزة إلى الأمة: "لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ولكن لا حياة لمن تنادي"*

*رسالة أهالي غزة إلى الأمة: "لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ولكن لا حياة لمن تنادي"*
أبو شريف رباح
24\8\2025
قال الشاعر العربي عمرو بن معد يكرب الزبيدي:
"لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ولكن لا حياة لمن تنادي، ولو نارٌ نفخت بها أضاءت، ولكنك تنفخ في الرماد."
بيت من الشعر صار مضرب مثل في الخذلان وانعدام الشهامة العربية، لسان حال غزة اليوم يردده بكل وجع وحسرة من صمت الأمة وخذلانها، فمنذ السابع من أكتوبر 2023 وغزة تنادي وتستغيث تصرخ من تحت الركام وتستجير من الموت البطيء، ولكن لا آذان تسمع ولا قلوب تتحرك، في غزة ترتكب المجازر والجرائم، وتنفذ الإبادة الجماعية ويجوع الأطفال، وتمحى المدن وقرى ومخيمات وأحياء من الوجود، والعرب صامتون يشيحون بوجوههم عن حقيقة الموت والجوع الذي يصيب القطاع.
في غزة نتساءل، لماذا هذا الصمت المريب، أإلى هذه الدرجة تسترخصون دماءنا وأرواح أطفالنا، هل ما زال لغزة مكان على خريطة جامعتكم العربية ومؤتمركم الإسلامي، ألم تسمع الشعوب والجيوش العربية صرخات الاستغاثة والمناشدات التي يوجهها أهالي غزة من بين ثنايا الموت والجوع، لماذا لا يتحرك أحدا لنصرة الشعب المستجير بكم، ماذا تنتظرون بعد، فإذا ما سقطت غزة وهجر أهلها فإن دولكم وممالككم ستنتهي، فالدولة اليهودية قادمة لا محالة وقد سمعتم بالأمس نتنياهو وهو يعلن أن قيامها بات قريبا جدا، وما زلتم تتجاهلون الإبادة والتجويع وتتفرجون على غزة وهي تمحى من الوجود.
للأسف نحن نشاهد في كيان الاحتلال مظاهرات يومية لا تكاد تتوقف حتى تبدأ من جديد تطالب بوقف حرب الإبادة والتجويع في غزة، وتطالب بإنجاز صفقة تبادل للأسرى، أما شعوبنا العربية فإنها كمن يتفرج على مباراة مصارعة أو على أحد أفلام الأكشن الأمريكية، أين عروبتكم وأين كرامتكم وأين عقيدتكم، هناك أكثر من 120 دولة في العالم تشهد تظاهرات يومية تنديدا بالعدوان وحرب الإبادة والتجويع، بينما أنتم تغطون في نوم عميق.
أيها العرب يا إخوة الدين والعقيدة، غزة ليست على هامش الخريطة، غزة قلب فلسطين وجناحها الأيسر، تركتموها وحيدة تواجه أعتى آلة عسكرية في العالم، فلا صرخات الثكالى أوقظت ضمائركم، ولا جوع الأطفال حرك إنسانيتكم، ولا دماء الأبرياء هزت عروشكم.
حالنا اليوم في غزة يقول،
بيوتنا دمرت ومدننا مسحت وأطفالنا جاعت وأجيالنا أُبيدت، ورجالنا ونساؤنا نبحث عنهم تحت الأنقاض، والموت يلاحقنا في كل مكان لم يبقى لنا سوى إيماننا بالله بعد أن تخلى عنا القريب والبعيد، "لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ولكن لا حياة لمن تنادي... ولو نارٌ نفخت بها أضاءت، ولكنك تنفخ في الرماد."