تصعيد التوتر بين واشنطن وموسكو: تهديدات نووية ونشر غواصات في ظل تصاعد الأزمة الأوكرانية

في تصعيد جديد للأزمة بين الولايات المتحدة وروسيا، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنشر غواصتين نوويتين في مناطق غير معلنة، ردًا على تصريحات استفزازية أدلى بها نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري مدفيديف. جاءت هذه الخطوة بعد هجوم من مدفيديف على تهديدات ترمب بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال مهلة زمنية قصيرة، محذرًا من أن اللهجة التصعيدية قد تؤدي إلى تصعيد نووي.
وقد دعا مدفيديف ترمب إلى تذكر نظام الردع النووي الروسي، في إشارة إلى قدرات موسكو على إطلاق صواريخ نووية، وهو ما زاد من حدة التوترات بين القوتين العظميين. في الوقت ذاته، تتجه واشنطن نحو فرض حزمة جديدة من العقوبات تستهدف دولًا تشتري النفط الروسي، بهدف تجفيف مصادر التمويل للحرب في أوكرانيا، وهو ما يعكس تصعيدًا على الجبهة الاقتصادية إلى جانب التهديدات العسكرية.
وفي سياق التحذيرات النووية، اعتبر خبراء أن التصريحات العسكرية والاقتصادية تشكل ثلاثة أبعاد لصدام متجدد بين واشنطن وموسكو، يثير مخاوف من انزلاق الأمور إلى مراحل يصعب السيطرة عليها. وأوضح مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية أن خطوة ترمب الرمزية تعكس تدهور العلاقات بين البلدين، وضرورة العودة إلى اتفاقية نووية جديدة لضبط الأسلحة النووية، خاصة بعد انسحاب روسيا منها عام 2023.
وفي ردود الأفعال، وصف خبراء روس تصريحات مدفيديف بأنها استفزازية، لكنهم أكدوا أن ذلك لا يعني تواطؤ موسكو معها، وأن تصريحات ترمب قد تكون محاولة للضغط على الكرملين ودفعه لاتخاذ إجراءات تأديبية ضد مدفيديف. كما أشاروا إلى أن موسكو تسعى إلى تحسين قنوات التواصل مع واشنطن، رغم أن مطالب ترمب بوقف إطلاق النار في أوكرانيا دون شروط تظل عقبة رئيسية.
من جهة أخرى، اعتبر خبراء أن الأزمة الحالية، رغم تصعيدها، لا تتعدى كونها "زوبعة في فنجان"، بسبب غياب خلافات جوهرية عميقة بين الطرفين، وأن التصعيد يقتصر على التباين في المصالح الوطنية، وليس على صراع وجودي. وأكدوا أن تصريحات مدفيديف تأتي في إطار سياسة التهويل والتذكير بقدرات موسكو النووية، وأن ردود ترمب تظل استعراضية، مع أن العقوبات الاقتصادية لا تملك القدرة على حسم الصراعات بشكل حاسم.