التطبيع ، والرضوخ واقع عربي منخور ، هل يجدي الترميم .،؟

يوليو 19, 2025 - 20:39
يوليو 19, 2025 - 20:40
التطبيع ، والرضوخ واقع عربي منخور ، هل يجدي الترميم .،؟

التطبيع ، والرضوخ واقع عربي منخور ، هل يجدي الترميم .،؟

كتبت : كوثر عثمان 

النهج السياسي العنصري الذي استخدمته الحركة الصهيونية المتبنية لفكرة تاسيس دولة الكبان على ارض الغير وفرض ثقافتها بالقوة على المحيطين بها لجعلها امراً واقعا وسيلة لفرض وجودها على العالم عموما والعربي خصوصا والذي باتي تحت اجندات خاصة مسيسة تحمل تسميات مختلفة ومتعددة ،غير مفهومة الاهداف في معظمها ،" الرغبة بمواصلة العمل لمواجهة التحديات المحيطة ومحاربة الإرهاب " ولا ارى ارهابا اكثر من فرض سياسات القتل والتدمير والابادة والتجويع كوسيلة ممنهجة لاحتلال وسرقة اراضي الغير، وفلسطين وما يجري في غزة الان شاهدا حيا على ذلك  

 تعميق التعاون الدفاعي والامني ، تعميق الوحدة العربية ، الدفاع المشترك ، شعب واحد ومصير واحد حلفاء لتعزيز الامن والاستقرار والعزم على محاربة العنف والارهاب، ترهلات سقيمة غير مجدية ان لم تترجم عمليا بحماية شعب اعزل ، اقرت الاعراف والمواثيق الدولية بحمايه مدنييه والحفاظ على حياة أطفاله وعرض نسائه في اوقات الحروب الطاحنة والأزمات ، ولا يوجد ضراوة وشرسا وحقدا اعمى اكثر مما يجري في غزة الان 

من غير المفهوم لنا فلسطينيا هذا التهافت العربي غير المبرر على دعم الاحتلال ( ثقافيا ، سياسيا ، اقتصاديا ) بشعارات فارغة من المضمون تاتي استخفافا بعقول الشعوب التي باتت مغلوبة على امرها ( نواصل جهودنا الدبلوماسية لحل المشكلات العالقة ، وتنظيم حرية التجارة الحرة وتشجيع الاستثمارات ، كاساس لتشكيل منظومة الدفاع والتحالف الاقليمي ، الرفاهية الاقتصادية مقابل الارض بشطب مفاهيم النضال والمقاومة ، واخرها واخطرها المعتقدات الدينية والعقيدة ..

السوال المحير ، بين من ومن .،؟ بين "الكيان الصهيوني " ودول المنطقة ..؟!اي منطقة بالتحديد .؟   

كيف يمكن تقبل شراكة سياسية واقتصادية وتعاون عسكري وتقني مع قوات الكيان الصهيوني الاحتلالي ، شراكة استراتيجية بين كيان غاصب ومحتل ، وشعوب مغلوب على امرها ، محاربة ومحرومة من ابسط حقوقها ، نفهم إن حصل هذا الكلام بين الولايات المتحدة والاحتلال ، لكن بين قيادة قوات الاحتلال ودول المنطقة العربية، فالأمر يعصى على المنطق تقبله ، فيه ما فيه ..؟! 

لجوء البعض المحسوب عربيا على اقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني وما يتبعه من تعاون عسكري وامني ، بداية لتبادل التعاون الثقافي وما يتبع ذلك من فتح المجال في كل الاختصاصات بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية ، خروج عن نهج الاحرار والإجماع العربي وخيانة لدم الشهداء ،في كل الدول التي سقط فيها شهداء دفاعا عن الارض والعرض 

طروحات كثيرة باتت تظهر على السطح هذه الايام من البعض العربي ، لا ادري ان كانت هذه استراتيجية ممنهجة مفروضة واجبة التنفيذ ام للاستهلاك الاعلامي ، لكن السوال الاهم ، ماذا جنت الشعوب العربية من التطبيع ، وما هي المكاسب التي تحققت لشعوبها وحتى قياداتها ..؟

والاكثر اهمية ماذا جلب هذا العار " التطبيع " لفلسطين باعتبارها الدولة الوحيدة التي لا زالت تحت الاحتلال من الاخوة العربية المفترض بها وحدة الدم والمصير ..؟ 

وماذا تحقق للفلسطينين في مجمل المعضلات الاساسية التي تواجه وجودهم ومصيرهم ( اسرى ، شهداء ، مخصصات ورواتب الاسرى والمعتقلين ورواتب موظفين ، ..؟!حق العودة ، وتزايد بناء المستعمرات ، ..؟ اعادة فتح السفارة الفلسطينية في واشنطن..؟ انتهاكات المستوطنين للمقدسات الدينية في القدس ، الترحيل المتعمد لمخيمات جنين ، طولكرم وبيت لحم والخليل ..؟والاهم قضية الابادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينين والتجويع حتى الموت ، والتي ثبت الاحتلال أساسياتها بالقطاع المنكوب ومحاولاته الخبيثة لاجتثاث كل النفس الفلسطيني عن الارض الفلسطينية بالابادة والتجويع لحد التركيع والابعاد القسري بتهمة العلاج …  

العالم العربي بات ضعيفا ، ومهانا في البعض منه ، معكوسا على الواقع الفلسطيني ، وسياسة تعليق الامر باتخاذ القرار على الولايات المتحدة لم يعد ذات اهمية ، ببساطة هل يتوقع العرب من الولايات المتحدة ( الاخطبوط المتشعب الرووس ) الاقوى والاكثر هيمنه في العالم ، ان يجبر قوات الاحتلال الإسرائيلي ( وهي التي تمثل سياسته وتدافع عن مصالحه، ) على احترام حقوق المواطنين الفلسطينين وحقهم في الحرية والتحرير وحكم بلادهم بأنفسهم ،ام ان هذه ليست من اختصاصهم ، ..!! أم أن في الامر بنود سرية واجندات مخفية لم يحن الوقت بعد لكشف المستور منها …!؟باتفاقيات سايكس بيكو وبلفور مجددة ( ترا - نتن) جديدة .،؟!

هل الامة عادت إلى عصر الانحطاط الثقافي والحضاري والاستعباد للاجنبي لتدخل في سبات الرضوخ والمهانة ، ام انها بداية النهاية لمشاريع التقسيم ونهضة الامة ، ونهاية الاحتلال إلى غير رجعة …

وعلى عهد الكلمة الصادقة نلتقي باذنه تعالى