حصار حتى آخر قطرة: أزمة مياه خانقة تهدد حياة المدنيين في غزة

يوليو 6, 2025 - 14:03
حصار حتى آخر قطرة: أزمة مياه خانقة تهدد حياة المدنيين في غزة

غزة – نورهان أبو ربيع

أزمة إنسانية متصاعدة تعصف بقطاع غزة مع استمرار الحرب، وسط حصار خانق يطوّق كل تفاصيل الحياة. انقطاع شامل للكهرباء والمياه، إغلاق تام للمعابر، ومنع دخول الإمدادات الأساسية؛ في جريمة عقاب جماعي مستمرة، حولت القطاع إلى منطقة منكوبة. سكان بلا ماء ولا خبز، يواجهون العطش والجوع تحت القصف، بينما تلوح في الأفق كارثة أكبر تهدد بقاء الحياة نفسها.

المواطن عز الدين يصف الوضع قائلًا: "الحرب خلّفت دمارًا شاملًا طال كل مناحي الحياة الأساسية، وعلى رأسها قطاع المياه. نرى أطفالنا يذبلون من الجوع والعطش أمام أعيننا، ولم نعد قادرين على حمايتهم أو إنقاذهم".
ويضيف: "نعيش أزمة مياه غير مسبوقة، فالوضع فاق الاحتمال، خصوصًا بعد نزوح آلاف العائلات من مناطق القصف إلى مناطق أخرى، مما ضاعف الضغط على الموارد القليلة المتبقية".

ورغم ظروف الحرب القاسية، تحاول السلطات المحلية في غزة بذل أقصى جهد ممكن للاستجابة للاحتياجات المتفاقمة للسكان من المياه، ضمن إمكانيات محدودة للغاية.

 المدير العام للمياه والصرف الصحي في غزة "ماهر سالم"  أوضح أن الأزمة تفجّرت بشكل غير مسبوق مع بدء الحرب وقرار الاحتلال قطع الكهرباء عن القطاع. وقال: "كنا نضخ في فصل الصيف نحو 120 ألف لتر يوميًا عبر شبكات المياه، أما الآن، فلا يتوفر سوى 25 ألف لتر، بينما ما يصل فعليًا إلى المواطنين لا يتجاوز 12 إلى 13 ألف لتر، وهي كميات لا تفي بأدنى متطلبات الحياة".

وأشار إلى أن تدمير الاحتلال لـ63 بئر مياه، إضافة إلى قصف محطات المعالجة والتحلية المركزية، أدى إلى انهيار شبه كامل في البنية التحتية للمياه. وأصبحت حصة الفرد اليومية من المياه لا تتجاوز 5 إلى 6 لترات، وهو ما لا يكفي حتى للشرب، ناهيك عن النظافة أو الاستخدامات الأخرى.

وطالب سالم المجتمع الدولي، والمؤسسات الإنسانية، بالتحرك العاجل والضغط من أجل إدخال كميات كافية من الوقود لتشغيل الآبار والمحطات، وتمكين السلطات المحلية من الاستمرار في توفير الحد الأدنى من احتياجات السكان.

وفي ظل شح الموارد، وتصاعد الاستهداف، وانهيار الخدمات الأساسية، يعيش أكثر من مليوني إنسان في غزة تحت تهديد دائم بالموت، لا لشيء سوى لأنهم يحاولون البقاء. المياه تُحاسب بالقطرات، والخبز مفقود، والأمل في النجاة يتلاشى يومًا بعد آخر.
الاحتلال لا يكتفي بالقصف، بل يحاصر الحياة ذاتها، ويحوّل أبسط حقوق الإنسان إلى معركة بقاء يومية.
السكوت الدولي لم يعد تواطؤًا فحسب، بل شراكة صامتة في جريمة مستمرة.
تحرير: تسنيم سمور