الخروج من منطقة الراحة

الخروج من منطقة الراحة
محمد قاروط أبو رحمه
في السياسة والاقتصاد والثقافة والحياة العادية، هناك منطقة راحة.
منطقة الراحة هي المنطقة (الإطار) الذي تعودنا العمل داخله وبه.
إذا دققنا في الأمر سنجد أننا لم نكن في هذه المنطقة منذ ولدنا. كنا في منطقة راحة قبلها، ثم انتقلنا او نقلتنا الظروف إلى منطقة الراحة الحالية.
البقاء في منطقة واحدة أكثر مما ينبغي، يحول منطقة الراحة إلى ما يشبه الماء الراكد في البركة، تصبح آسنة، لا تصلح للشرب.
والبقاء في منطقة الراحة يحولنا إلى أفراد وتنظيمات وحتى المجتمع إلى أفراد غير صالحين للعمل المنتج، نصبح عبئا على ذواتنا وأسرنا وشعبنا.
منطقة الراحة امنه نعرفها ونكرر حياتنا فيها، ولكننا لم نخلق فيها، وإذا تركناها لن نموت فلماذا نتمسك بها؟
الخرج من منطقة الراحة يسمح لنا، أن نتعرف على مناطق أخرى متعددة، نختار بإرادتنا المنطقة والجماعة التي تناسبا للعمل والإنتاج والانجاز فيها.
المياه الراكدة أسنة، والجارية طاهرة مطهرة، نحن نتحمل كأفراد مسؤولية البقاء في المنطقة الآمنة او الخروج منها.
الخروج من المنطقة الآمنة بحاجة إلى الإيمان بأهمية التغيير، ووضع هدف للتغيير، وبرنامج عمل ومتابعة.
وبحاجة إلى اكتساب عادات ناجحة وتنظيم الوقت ورصد المتغيرات وتنظيم الوقت، والاهم من ذلك امتلاك الثقة بالذات وبالنفس.
الخروج من منطقة الراحة فيه مخاطرة، ولزيادة فرصة النجاح للخروج من منطقة الراحة، فان امتلاك رؤية لما يريد ان يكون عليه الفرد، والإيمان بها، والإصرار والابتكار والمثابرة وتحمل المخاطرة امور ضرورية للنجاح.
اخرج من منطقة الراحة بقرارك، وخطتك، فان لم تفعل، فإنك ستخرج منها الى القبر او تكون ضمن خطة غيرك.