إستقبال رئيس الدولة

إستقبال رئيس الدولة
عيسى دياب
في ٣ أيام من زيارة محبة عميقة للبنان الشقيق مشاهد تذكر بالعلاقات التاريخية بين الشعبين الفلسطيني واللبناني وتعزز الثقة والأخوة التي جهد الإحتلال والنظام السوري السابق إلى شرخها في كثير من المرات لعزل الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء عن اشقائه اللبنانين لحقبة طويلة محاولين دس السم لإقتتال فلسطيني لبناني أسقطته حكمة القيادة ووعي ومحبة الشعبين لبعضمهما وسقوط النظام ولكن!
منذ تولي الرئيس محمود عباس مهامه رئيساً لدولة فلسطين دأب على إعادة مد الجسور وإصلاح ما فسد بين الشعبين الفلسطيني واللبناني، فكان من فخامته إعادة العلاقات مع مسيحي لبنان وتمكين الدبلوماسية عبر سفارة دولة فلسطين في بيروت والبقاء على مسافة واحدة من جميع أفرقاء السياسة مما إستحدث إرتياحاً كبيراً في لبنان الشعبي والسياسي، هذه العلاقة الإصيلة التاريخية المشتركة بالكثير من العادات والتقاليد كالطعام والشراب والعمارة والزراعة والتعليم والمؤسسات فكان ما يجمع أكبر بكثير مما يفرق.
إستقبال الرئيس محمود عباس في لبنان مشهداً فيه من العز ما يخرس كل إلغائي مفتن حريص على لعب دور الشيطان في العبث بإستقرار النفوس وطمأنينتها، إستقبالاً رئاسياً يليق بسيادته ورقي الشعب اللبناني وسياسييه، هذه الزيارة التي حفتها الكثير من التأويلات والمغالطات نجحت كما عهدنا نجاح الرئيس والساسة اللبنانين.
أما الحقيقة فهي قرار دولي كبير بتطبيق القرار ١٧٠١ وهو مطلب سيادي لدولة لبنان يخلصهم من ثقل حربين وقعت على الأراضي اللبناني دمرت نصف لبنان الغير قادر على مواجهة الترسانة العسكرية الإحتلالية ويقبع تحت وطأة أسوء أزمة إقتصادية، وهذا القرار الدولي الذي يشترط إحتكار السلاح بيد الجيش اللبناني، لا يمكن بعد تطبيق هذا القرار لأي مجموعة أن تتسلح في وجه الشرعية اللبنانية على أرضها فهذا إنتقاص لسيادة الدولة وأضعاف لها، ضمناً سلاح المخيمات الفلسطينية الذي إنتفت من زمن طويل الحاجة إليه، فنحن نرى أن لبنان تحمل الكثير على مدى عقود واستنزف في وقت لا يمكن له التأثير الفعلي على الإحتلال فقد حان الوقت الذي تتقدم فيه القضية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى تجاه إعتراف دول العالم العظمى بها دولة مستقلة بأرضها وحدودها وشعبها وأن يتتفس لبنان الشقيق، زيارة الرئيس بنتائجها المرحب بها من غالبية الشعب الفلسطيني والمؤثرة على مصالح البعض ما هي إلا لحماية الشعب الفلسطيني في لبنان وحقن دمه، القرار صدر وتطبيقه أمر واقع أقصد ١٧٠١ فمعالجة الرئيس محمود عباس لموضوع السلاح ما هو إلا ضربة إستباقية حكيمة في وجه المستقبل الذي يمكن أن يحمل أعمالاً تخريبية مقصودة من البعض لإحداث شرخ بين الشعب الفلسطيني واللبناني.
الرئيس محمود عباس محط إحترام العالم أجمع فهو السياسي الفطن اللين العنيد، مصلحته الأولى حماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على المكتسبات، نعم سيذكر التاريخ إنتصار الدم على السياف، ننتصر بتعاطف العالم أجمع مع الشعب الفلسطيني ومظلومتيه، ننتصر بعزلة الإحتلال وبفضحهم قتلة أطفال في أمريكا اللاتنية وأفريقيا واستراليا واسيا واوروبا وامريكا الشمالية، سنحتفل بهدم أعمدت إسرائيل الكبرى وعودة الكيان ذليلاً في مسارح الأمم ضعيفاً أمام المحاكم الدولية كريهاً بأعين شعوب الأرض.
لبنان دولة وشعباً في القلب عشقاً، هم ونحن نعصر ذات الزيتون نبكي وسويا ونفرح سويا يجمعنا كل شيء ولا يفرقنا شيء.